Sufiyya: Asal Usul dan Sejarahnya
الصوفية: نشأتها وتاريخها
Genre-genre
أما في سياق أمريكا الشمالية، فقد كان محمد رحيم باوا محيي الدين (المتوفى عام 1986) واحدا من أهم الصوفيين الرياديين،
155
فبعد أن انتقل إلى الولايات المتحدة من موطنه سريلانكا عام 1971، جذب إلى خلوته الريفية التي أسسها خارج فيلادلفيا أتباعا كانوا في الأساس من البيض المنتمين للطبقة الوسطى، واستخدم النمط الجذاب الرائج المتمثل في نمط الحياة النباتي، وتسجيل ألبوم لصالح شركة فوكواي ريكوردز للتسجيلات، وتقديم نفسه في صورة معلم روحاني - كما في الهندوسية - تصادف أنه مسلم. وفي أول أعماله بالإنجليزية «الحكمة الإلهية المضيئة المبددة للظلام»، المنشور في الولايات المتحدة عام 1972، جمع بين التعاليم الإسلامية والروحانية المقتبسة عن الهندوسية التي كانت رائجة في الثقافة المضادة الأمريكية.
156
إلا أنه حتى هذه الصوفية الريادية ذات الحراك العالمي كانت خاضعة للعولمة أيضا، ومع مرور الوقت اكتسبت فيلادلفيا سكانا من المهاجرين المسلمين، الذين شجعوا محيي الدين على إبراز الجوانب الإسلامية الأكثر رسمية في تعاليمه، وفي عام 1984 انضم المتحولون إلى الصوفية الذين كانوا بين صفوف أتباعه القدماء المولودين في أمريكا إلى المهاجرين المسلمين المستجدين، وأسسوا مسجدا لمجتمع المسلمين في فيلادلفيا، الذي أصبح في ذلك الوقت مجتمعا كبيرا. ومنذ ستينيات القرن العشرين اكتسب الكثير من هؤلاء الصوفيين الرياديين أتباعا من كل أنحاء الولايات المتحدة، ووصفت دراسة حديثة ثلثي المؤسسات الصوفية البارزة بالنشطة هناك، وكان يقود معظم هذه المؤسسات قادة صوفيون مهاجرون، لكن بعضها كان يقوده متحولون إلى الإسلام ينتمون إلى نمط «الصوفيين المندمجين» الذي سنتطرق إليه الآن.
157
أما النمط الأخير للتوسع الصوفي في أوروبا وأمريكا الشمالية، فيتمثل في «الصوفيين المندمجين». بوجه عام، نشأ هؤلاء في البلاد الغربية (سواء لعائلات مسلمة أو غير مسلمة) وجذبوا أتباعا كانوا مثلهم، إما متحولين إلى الإسلام أو مسلمين تربوا في بلاد غربية، وفي بعض الحالات كان القادة الصوفيون المندمجون هؤلاء هم أنفسهم من المتحولين إلى الإسلام؛ ونظرا لأن الكثير من هؤلاء الصوفيين كانوا أكثر تأثرا من غيرهم من الحركات الصوفية بالتركيز على «الروحانية» و«الباطنية» في أعقاب ستينيات القرن العشرين، فقد تطرف العديد منهم لدرجة فصل الصوفية تماما عن إطارها الإسلامي، مع استمرار الاعتماد على سمات معينة من التقليد الصوفي.
158
وبينما يمكن على هذا النحو أن يزعم الصوفيون المهاجرون والرياديون في عصر العولمة أنهم لم يتخلوا تماما عن التقليد الصوفي؛ فإن الصوفية المندمجة المنسلخة عن الإسلام تمثل بوضوح ردا جديدا على انتقائية السوق الدينية العالمية. ويعد إدريس شاه (1924-1996) أقدم الأمثلة وأكثرها إبهارا في هذا الإطار؛ حيث تربى في إنجلترا بعد أن ولد لأم اسكتلندية وأب هندي من أصل أفغاني، وبعد نشره كتابا عن السحر بعنوان «سحر الشرق» في عام 1956، وكتاب رحلات إلى مكة كانت شخصيته فيه تشبه كثيرا شخصية البريطاني الاستعماري المتعجرف؛ أصبح في أوائل الستينيات سكرتيرا لجيرالد جاردنر؛ متعهد سحر الوثنية الجديدة.
159
Halaman tidak diketahui