Sufiyya: Asal Usul dan Sejarahnya
الصوفية: نشأتها وتاريخها
Genre-genre
31
ولم يكن النفوذ البريطاني هو فقط ما عارضه محمد بن عبد الله حسن؛ فنظرا لأنه أثناء حجه إلى مكة انتسب إلى الطريقة الصالحية الجديدة، التي أسسها الصوفي السوداني المنفي محمد بن صالح (المتوفى عام 1917 أو 1919)، فقد كان معارضا أيضا للمؤسسة الصوفية القادرية التي كانت قائمة من قبل، وكان يرى أن أعضاء هذه الطريقة متهاونين في التمسك بالشريعة، ويبالغون في قبول تأمل الأولياء الأموات.
32
ونظرا لأن أويس محمد البراوي (1847-1909)، الذي كان الهدف الأساسي في الطريقة القادرية لانتقادات محمد بن عبد الله حسن، كان يجمع أتباعه لقيادة المقاومة ضد الاستعمار الألماني في تنجانيقا (تنزانيا حاليا)، فربما يبدو هذا العداء المدمر ذا نتائج عكسية، إلا أنه كان جزءا من الصراعات العرقية المحلية والمنافسة على الأتباع، التي شكلت خلفية النضال ضد الأوروبيين.
33
وعلى الرغم من ذلك، لم تكن جاذبية محمد بن عبد الله حسن كافية في النهاية للصمود في وجه هجوم استعماري جديد نقلت فيه أسلحة طورت أثناء الحرب العالمية الأولى - تمثلت في البنادق الآلية من طراز فيكرز، وقاذفات القنابل من طراز هافيلاند دي إتش 9 - إلى الساحة الترابية الموجود بها هذا «الملا المجنون»، وعلى الرغم من هزيمته، فإن الشعر الذي ألفه باللغة الصومالية جعل ذكراه وإلهامه يلعبان دورا قياديا في تكوين القومية الصومالية.
34
وعلى نسق سنراه واضحا فيما يلي في سياقات استعمارية أخرى، فإن التوترات السياسية التي سببها الاستعمار قدمت فرصا للشيوخ الصوفيين الجدد، هؤلاء الساعين إلى تحدي الطبقة الدينية المسيطرة؛ فعلى سبيل المثال: أفرز أيضا التغير الاجتماعي السريع الذي شهدته الموانئ العالمية إلى حد كبير على الساحل الصومالي، وكذلك انتشار طرق التجارة في الداخل؛ جماهير جديدة للشيوخ الصوفيين الطموحين، الذين قدموا «حلولا إيمانية» لحالات الانهيار الاجتماعي التي صاحبت دخول الأفارقة إلى معترك الرأسمالية العالمية.
35
في شمال وغرب أفريقيا نجح التوافق بين البريطانيين والصوفيين أصحاب النفوذ في تجنب حدوث تمرد، من خلال انتهاج مسعى المصالح المشتركة على نحو محاك لما رأيناه في الهند؛ ففي مصر وحتى قبل وصول البريطانيين، أسس الحاكم المصري محمد علي، في وقت مبكر يعود لعام 1812، هرمية رسمية مدعومة من الدولة من الصوفيين البارزين،
Halaman tidak diketahui