Sufiyya: Asal Usul dan Sejarahnya
الصوفية: نشأتها وتاريخها
Genre-genre
153
هكذا كانت مكانة هؤلاء الصوفيين أصحاب النفوذ المؤثر، لدرجة أنهم ذكروا في روايات أسفار البحارة الأوروبيين في المحيط الهندي. ويبدو أن المستكشف الإنجليزي جون دافيس كان يشير إلى شمس الدين السومطراني، عندما وصف عام 1599 بلاط آتشيه الملكي قائلا: «هناك نبي في آتشيه يجلونه كثيرا، ويقولون إنه يمتلك روح النبوة مثلما امتلكها الأقدمون. وهو يتميز عن البقية في ملابسه، ولديه حظوة كبيرة عند الملك.»
154
وفي مصادر من سلطنة آتشيه نفسها، نجد فكرة «الإنسان الكامل»، التي ظهرت في تعاليم ابن عربي وحمزة الفنصوري على حد سواء، مستخدمة في تعظيم السلطان إسكندر مودا.
155
وعلى غرار ما رأيناه بالفعل في إيران والهند، فإن هذا الاستخدام من جانب الملوك للمصطلحات الصوفية، يمكن أن نراه في إحدى قصائد مديح السلطان إسكندر مودا المكتوبة بالملايوية، التي اقترضت من المصطلحات الصوفية العربية الأصلية لتصف السلطان بأنه «القطب الملكي، الكامل تماما، الولي المتحد تماما مع الله، والملك العارف.»
156
ومثلما بدا إسكندر مودا متأثرا بالألقاب الصوفية التي استخدمها معاصروه المغول، أمثال جلال الدين أكبر وجهانكير، كان هذا التقديم للملك على أنه «القطب» أو «ولي الله» الصوفي معمولا به أيضا في الدول الإسلامية الجديدة الناشئة على حدود الأرخبيل، سواء في ماتارام في جاوة، أو في جاوا في سولاويسي.
157
ونظرا لأن شمس الدين السومطراني كان واحدا من أوائل السومطريين الذين يكتبون باللغة العربية، فقد أوضحت كتاباته بالمثل تأثير الأفكار الهندية على الخيال الملايوي، لا سيما أفكار محمد بن فضل الله (المتوفى عام 1620) المولود في برهان بور في وسط الهند، صاحب كتاب «التحفة المرسلة إلى روح النبي»، الذي انتشر لاحقا على نحو أعمق في جنوب شرق آسيا بسبب ترجمته إلى اللغة الجاوية.
Halaman tidak diketahui