Sudan
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
Genre-genre
الثاني:
اعتراف تركيا بتلك الاتفاقية.
أما اتفاقية سنة 1899 فهي باطلة بالبراهين الآتية:
أولا:
لأنها مبنية على الفتح؛ وهذا أساس غير صحيح؛ لأن الفتح لم يحصل إلا باسم مصر فقط. والدليل على ذلك أن مارشان عندما احتل فاشودة توجه كتشنر إليها واحتل نقطة أمام النقطة المحتلة من الفرنسيين، ولم يرفع إلا العلم المصري فقط أمام العلم الفرنسي. وفي هذه الحالة كان لكتشنر صفتان: إحداهما أنه قائد مصري وثانيتهما أنه قائد إنكليزي؛ لأن الحامية الإنكليزية التي في السودان كانت تحت قيادته، وجزء من تلك الحامية كان من فاشودة. وقد أدى التعظيم الواجب عندما رفع العلم المصري وحده أمام العلم الفرنسي. وحيث إن هذه الحادثة كانت خاتمة الأعمال الحربية في تلك البلاد، وتعتبر تتويجا لها، فرفع العلم المصري وحده وتأدية الجنود الإنكليزية له التحية العسكرية هو اعتراف صريح من إنكلترا أمام دولة أجنبية بأن الفتح لم يحصل إلا باسم مصر فقط، وإلا فلو كان بالاشتراك لرفع العلم الإنكليزي بجانب العلم المصري.
وأما مساعدة الحامية الإنكليزية في فتح السودان فلا يعتبر إلا من باب مساعدة الوصي لمحجوره في رد جزء من أملاكه فقد، بسوء تصرفاته. إذ لو اتبع رأي عبد القادر باشا ولم يرسل الجيش المصري في داخل كردفان كما رأى هكس باشا لما هلك الجيش ولما ضاع السودان.
ثانيا:
لأنها تشبه العقد الذي يعقد بين الوصي ومحجوره ويجر منفعة لهذا الوصي.
قيمة اعتراف تركيا: وأما هذا الاعتراف فإنه لا قيمة له بالمرة بالبراهين الآتية:
أولا:
Halaman tidak diketahui