179

Sudan

السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)

Genre-genre

الدفاع عن مصر من كل اعتداء أو تدخل أجنبي بالذات أو بالواسطة. (ج)

حماية المصالح الأجنبية في مصر وحماية الأقليات. (د)

السودان.

وحتي تبرم هذه الاتفاقات تبقى الحالة فيما يتعلق بهذه الأمور على ما هي عليه الآن. (4) مفاوضات ماكدونالد وسعد سنة 1924

سافر حضرة صاحب الدولة المغفور له سعد زغلول باشا - رئيس الوزارة المصرية - إلى لندن حيث جرت بينه وبين مستر ماكدونالد رئيس الوزارة الإنكليزية - وكانت أول وزارة للعمال في إنكلترا - مباحثات في أكتوبر سنة 1924، في سبيل عقد معاهدة بين مصر وإنكلترا. ولكن المباحثات قطعت، وكان من أسباب قطعها مسألة السودان. (4-1) بيان الكتاب الأبيض

وقد أذاعت الحكومة البريطانية في يوم الثلاثاء 7 أكتوبر سنة 1924 الكتاب الأبيض الإنكليزي عن المحادثات المصرية البريطانية مع سعد باشا جاء فيه بخصوص السودان ما يلي:

أما في شأن السودان فإنني ألفت النظر إلى بعض البيانات التي فاه بها زغلول باشا بصفته رئيس مجلس الوزراء أمام البرلمان المصري في الصيف في 17 مايو. ويؤخذ مما علمته في هذا الصدد أن زغلول باشا قال: إن وجود قيادة الجيش المصري العامة في يد ضابط أجنبي وإبقاء ضباط بريطانيين في هذا الجيش لا يتفق مع كرامة مصر المستقلة، فإبداء مثل هذا الشعور في بيانات رسمية من رئيس الحكومة المصرية المسئول لم يقتصر على وضع السردار السر لي مستاك باشا في مركز صعب، بل وضع جميع الضباط البريطانيين الملحقين بالجيش المصري أيضا في هذا المركز.

ولم يفتني أيضا أنه قد نقل لي أن زغلول باشا ادعى لمصر في شهر يونية الماضي بحقوق ملكية السودان العامة، ووصف الحكومة البريطانية بأنها غاصبة.

فقال زغلول باشا: إن الأقوال السابقة التي قالها لم يكن مرددا فيها صدى رأي البرلمان المصري فقط؛ بل رأي الأمة المصرية أيضا. فاستنتجت من ذلك أنه ما زال متمسكا بذلك المركز. على أن الأقوال التي من هذا النوع لا بد أنها أثرت في عقول المصريين المستخدمين في السودان وفي عقول السودانيين في الجيش المصري، فكان من جراء ذلك أنه أصبح يلوح أن الإخلاص للحكومة المصرية أمر يختلف عن الإخلاص لإدارة السودان الحالية ولا ينطبق عليه. وكانت النتيجة من ذلك أن الأمر لم يقتصر على تبدل تام في روح التعاون الإنكليزي المصري الذي كان سائدا في السودان، بل وجد الرعايا المصريون المستخدمون في حكومة السودان مشجعا جعلهم يقدرون أنفسهم دعاة لنشر آراء الحكومة المصرية، وتكون النتيجة أنه إذا استمرت هذه الحال بالرغم من وجود أي اتفاق يصبح وجودهم في السودان تحت نظام الحكم الحالي مصدرا للخطر على الأمن العام.

وقد وعدت في أثناء محادثاتنا الأولى أن أكون صريحا جدا مع زغلول باشا، ولم أترك في نفسه أدنى شك في أثناء تلك المحادثة وفيما بعدها عن الموقف الذي اضطرت الحكومة البريطانية إلى وقوفه في شأن مصر والسودان.

Halaman tidak diketahui