148

Subul Huda

سبل الهدى والرشاد

Penyiasat

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض

Penerbit

دار الكتب العلمية بيروت

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

Lokasi Penerbit

لبنان

وفي حديث بريدة عند أحمد أن سلمان جاء بمائدة بط وفي رواية: بلحم جزور مثرود وفي رواية: بخلال. فوضعها بين يدي رسول الله ﷺ فقال رسول الله ﷺ: «ما هذا يا سلمان؟» قال: صدقة عليك وعلى أصحابك. قال: «ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة» . وجاءه من الغد بمثله فوضعه بين يديه فقال: «ما هذا يا سلمان قال: هدية لك» فقال رسول الله ﷺ لأصحابه: «انشطوا» . وذكر ابن إسحاق أنه جاءه بتمر وأخبره بأنه صدقة يأكله. قال: ثم رجعت وتحوّل رسول الله ﷺ إلى المدينة فجمعت شيئًا كان عندي ثم جئت به فقلت: إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة، وهذه هدية وليست بصدقة. وفي رواية عند ابن إسحاق قال سلمان: كنت عبدًا لامرأة فسألت سيدتي أن تهب لي يومًا، فعملت في ذلك اليوم على صاع أو صاعين من تمر، فجئت به النبي ﷺ، فلما رأيت أنه لا يأكل الصدقة سالت سيدتي أن تهب لي يومًا آخر، فعملت فيه على ذلك ثم جئت به هدية للنبي ﷺ فقبله وأكل منه. وفي الشمائل للترمذي أنه أتى بمائدة عليها رطب. فأكل رسول الله ﷺ فقلت: هذه خلّتان. ثم جئت رسول الله ﷺ وهو يتبع جنازة رجل من أصحابه وعليه شملتان وهو في أصحابه فاستدرت لأنظر الخاتم الذي في ظهره، فلما رآني رسول الله ﷺ استدبرته عرف أني استثبت شيئًا قد وصف لي، فرفع رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه كما وصف لي صاحبي، فأكببت عليه أقبّله وأبكي، فقال: تحول يا سلمان هكذا فتحولت فجلست بين يديه فأحب أن يسمع أصحابه حديثي. فحدثته بمنزل كلثوم بن الهدم رضي الله تعالى عنه فقال: حدثني. فحدثته. ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله ﷺ بدر وأحد. قال النووي رحمه الله تعالى: وأول مشاهده الخندق. قال سلمان: ثم قال لي رسول الله ﷺ: كاتب يا سلمان. فكاتبت على خمسمائة فسيلة [(١)] . وفي رواية على ثلاثمائة وديّة [(٢)] أغرسها بالفقير وأقوم عليها حتى تطعم، وأربعين أوقية وأعانني أصحاب رسول الله ﷺ بالنخل ثلاثين وديّة وعشرين وديّة وعشرًا كلّ رجل على قدر

[(١)] الفسيلة: النخلة الصغيرة تقطع من الأم أو تقلع من الأرض فتغرس، انظر المعجم الوسيط ٢/ ٦٩٦. [(٢)] الودي: صغار الفسيل، انظر المعجم الوسيط ٢/ ١٠٣٤.

1 / 108