117

Sū' al-Khuluq

سوء الخلق

Penerbit

درا بن خزيمة

Nombor Edisi

طبعة ثانية منقحة ومزيدة

Genre-genre

٢٧ـ التواصي بحسن الخلق:
وذلك ببث فضائل حسن الخلق، وبالتحذير من مساوئ الأخلاق، وبنصح المبتلين بسوء الخلق، وبتشجيع حسني الأخلاق.
فحسن الخلق من الحق، والله ﵎ يقول: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر:٣] .
٢٨ـ قبول النصح الهادف، والنقد البناء:
فهذا مما يعين على اكتساب الأخلاق الفاضلة، ومما يبعث على التخلي عن الأخلاق الساقطة.
فعلى من نصح أن يتقبل النصح، وأن يأخذ به؛ حتى يكمل سؤدده، وتتم مروءته، ويتناهى فضله.
بل ينبغي لمتطلب الكمال - خصوصا إذا كان رأسا مطاعا - أن يتقدم إلى خواصه، وثقاته، ومن كان يسكن إلى عقله من خدمه وحاشيته - فيأمرهم أن يتفقدوا عيوبه ونقائصه، ويطلعوه عليها، ويعلموه بها؛ فهذا مما يبعثه التنزه من العيوب، والتطهر من دنسها.
بل ينبغي له أن يتلقى من يهدي إليه شيئا من عيوبه بالبشر والقبول، ويظهر له الفرح والسرور بما أطلعه عليه.
بل المستحسن أن يجيز الذي يوقفه على عيوبه أكثر مما يجيز المادح على المدح والثناء الجميل، ويشكر من ينبهه على نفصه، ويتحمل لومته بفعل؛ فإنه إذا لزم هذه الطريقة، وعرف بها - أسرع أصحابه وخواصه إلى تنبيهه على عيوبه.
وإذا نبه على ما فيه من النقص أنف منه، واستشعر أن أولئك

1 / 121