Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Penerbit
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Genre-genre
لعبة صبيان " (١).
ومن احتقارهم الجنة ما رووه عن مطرف بن عبد الله بن الشخير أنه كان يقول:
" لو أتاني آت من ربي ﷿ فقال: أنت مخيّر بين الجنة والنار أو تصير ترابًا لاخترت أن أصير ترابًا " (٢).
وذكروا عن سليمان الداراني أنه قال:
" إن لله عبادًا ليس يشغلهم عن الله خوف النار ولا رجاء الجنة " (٣).
ومما يدّل على إظهار الرغبة عن الجنة وعدم الاهتمام بنعيمها أن الشعراني روى عن سيده أبي الفضل الأحمدي أنه كان يقول:
" أرباب الأحوال تشتاق إليهم الجنة وهم لا يشتاقونها " (٤).
أفليس ترجيح كون التراب على دخول الجنة، وإظهار الرغبة عن نعيمها، عيشها وترفها، والزهد في حورها وقصورها وأنهارها وأثمارها، أليس كفرا بنعمة الله وجحودًا بها، وقد قال عز من قائل:
﴿وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (٥).
وقال: ﴿يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ﴾ (٦).
و﴿أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ﴾ (٧).
فهذه هي الجنة والنار، والثواب والعقاب، والرجاء والخوف عند الصوفية، وهذا هو ازدراؤهم واستحقارهم بها وبذكرها وبنعيمها خلافًا لسيرة المصطفين الأخيار وأحوال أصحاب خاتم النبيين الأبرار، ومنافيا لنصوص القرآن الصريحة، وأحاديث
(١) مجموع نصوص غير منشورة عن أبي يزيد ص ٣١ نقلا عن " شطحات الصوفية " للدكتور عبد الرحمن بدوي ط الكويت. (٢) طبقات الشعراني ج ١ ص ٣٣. (٣) كفاية الأتقياء ومنهاج الأصفياء للدمياطي ص ١٠٧ ط. (٤) الطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني ج٢ ص ١٨٠. (٥) سورة البقرة الآية ٢١١. (٦) سورة النحل الآية ٨٣. (٧) سورة العنكبوت الآية ٦٧.
1 / 86