71

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Penerbit

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genre-genre

ولا الطمع، ولا الجنة ولا النار، بل كثيرًا ما يستهزؤن بها ويسخرون بذكرها، فنقلوا عن رابعة العدوية البصرية أنها كانت تنشد: " يعبدون الله خوفًا من لظى ... فلظى قد عبدوا لا ربنا ولدار الخلد صلّوا، لا له ... شبه قوم يعبدون الوثنا " (١). وذكرها العطار فقال: " جاء إليها رجال من أهل الله فسألت أحدهم: لماذا تعبد الله؟ فقال: خوفًا من عقابه والجحيم التي برزت للغاوين. فسألت الآخر فقال: طمعًا في جنته التي أعدت للمتقين. فقالت: أما أنا فما عبدته خوفًا من ناره ولا طمعا في جنته فأكون كالأجير السوء بل عبدته حبًا له وشوقًا إليه " (٢). وورد مثل هذا في روضة التعريف بالحب الشريف أيضًا (٣). وروى الجلمي عنها أنها قالت: " وعزتك ما عبدتك خوفًا من نارك ولا رغبة في جنتك، بل كرامة لوجهك الكريم ومحبة فيك " (٤). وعلى ذلك قال المنوفي الحسيني بعد ذكر رابعة العدوية، وجويرية، ورابعة الدمشقية وغيرهن: " أولئك اللواتي طمعن في رحمة الله وأحببته لا رهبة من عقابه، ولا طمعًا في ثوابه " (٥). وأنشدت أيضًا: أحبك حبين حب الهوى ... وحبًا لأنك أهل لذاكا فأما الذي هو حبّ الهوى ... فشغلي بذكرك عمّن سواكا (٦)

(١) ترصيع الجواهر المكية لعبد الغني الرافعي ص ٤٩ ط المطبعة العامرية ١٣٠١هـ. (٢) تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار ص ٤٢. (٣) أنظر روضة التعريف لوزير الدين بن الخطيب ص ٤٢٧. (٤) نفحات الأنس للجامي (فارس) ص ٥٤٤ ط إيران. (٥) جمهرة الأولياء للمنوفي الحسيني ج١ ص ٢٧٠. (٦) التعرف لمذهب أهل التصوف ص ١٣١، ١٣٢، قوت القلوب لأبي طالب المكي ص ٥٧ أيضًا روضة التعريف ص ٤٢٧، أيضًا نشر المحاسن الغالية لليافي ج ١ ص بعاصر جامع كروان كرامات الأولياء للشعراني ط دار صادر بيروت.

1 / 78