57

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Penerbit

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genre-genre

الطريق: ليس عندنا شيء من الزاد فقال: توكلوا على الله وأنظروا إلى تلك الشجرة التي صارت ذهبا، فنظروا فإذا الشجرة من ذهب (١). وروى ابن الملقن عن فتح الموصلي أنه قال: " رأيت غلامًا بالبادية لم يبلغ الحلم، وهو يمشي وحده ويحرك شفتيه، فسلّمت عليه، فرد علي السلام، فقلت: إلى أين؟ قال: إلى بيت ربي، فقلت: وبماذا تحرك شفتيك؟ فقال: أتلو كلام ربي. فقلت له: إنه لم يجر عليك قلم التكليف، فقال: رأيت الموت يأخذ من هو أصغر مني سنًا. فقلت: خطوك قصير، وطريقك بعيد، فقال: إنما عليّ نقل الخطا وعليه الإبلاغ. فقلت: فأين الزاد والراحلة؟ قال: زادي يقيني، وراحلتي رجلاي " (٢). وأما تعاليم الإسلام فهي بعكسها تماما كما روى عن أبن عباس ﵁ قال: " كان أهل اليمن يحجون فلا يتزودون ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل الله تعالى: ﴿وتزودوا فإن خير الزاد التقوى﴾ (٣). ولم يأمر النبي ﷺ أصحابه ورفاقه البررة بهذا النوع من التعطيل بل أمرهم بالطلب والعمل حيث قال: (إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها، ألا فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب) (٤). وعن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رجل: " يا رسول الله أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل؟ قال: (أعقلها وتوكل) (٥). وأما التوكل الصوفي فليس إلا إيثارًا للخمول والجلوس في الروابط والخانقاوات، وهروبا عن الجدّ والكدّ، والاجتهاد والجهاد كما يذكر السهروردي في عوارفه رواية

(١) تذكرة الأولياء للعطار ص ٦٤. (٢) طبقات الأولياء لابن الملقن ص ٢٧٧، ٢٧٨. (٣) رواه البخاري. (٤) رواه في شرح السنة والبيهقي في شعب الإيمان. (٥) رواه الترمذي.

1 / 64