Studies in Sufism
دراسات في التصوف
Penerbit
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Genre-genre
وفي هذا المعنى روى عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ رأى رجلا يهادي بين ابنيه، فسأل عنه؟
فقالوا: نذر أن يمشي، فقال: (إن الله لغني عن تعذيب هذا نفسه) وأمره أن يركب (١).
هذا ويذكر الدريني عن صوفي مشهور ملقب بمسروق أنه حج فما نام قط إلا ساجدا (٢). أهذه مفخرة أم زيادة على اكتاب والسنة؟
وأين هذا من حديث الرسول ﷺ كما ذكره النفزي أيضا في كتابه حيث روى عن أبي هريرة ﵁ عن رسول الله ﷺ أنه قال:
(إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) رواه البخاري (٣).
وأما تطرفهم في سهر الليالي وقلة النوم فيذكر الهجويري عن أبي الفوارس شاء بن شجاع الكرماني أنه ورد في آثاره أنه لم ينم لأربعين عاما، وعندما نام رأى الله ﷾ في النوم، فقال: يا إلهي، كنت أطلبك بسهر الليالي فرأيتك في النوم.
فقال: يا شاه، لقد أدركت في النوم بغيتك بسهرك الليل، ولو كنت نمت هناك لما رأيت هنا (٤).
وحكى مثل ذلك الغزالي عن وهب بن منبه أنه دعا الله أن يرفع عنه النوم بالليل، فذهب عنه النوم أربعين سنة (٥).
مع أن رسول الله ﷺ كان ينام ويسهر، ويعمل ويستريح، وأصحابه كذلك، وأن الله ﷿ قال:
﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا﴾ (٦).
_________
(١) رواه أبو داود.
(٢) أنظر طهارة القلوب لعبد العزيز الدريني ص ١٦١ ط مصطفى البابي الحلبي.
(٣) أنظر غيث المواهب العلية ج٢ ص ١٦٨.
(٤) كشف المحجوب للهجويري ص ٣٥٠ ترجمة عربية ط بيروت، أيضا تذكرة الأولياء للعطار ص ١٦٩.
(٥) مكاشفة القلوب للغزالي ص ٣٠ ط الشعب القاهرة.
(٦) سورة الفرقان الآية ٤٧.
1 / 51