42

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Penerbit

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genre-genre

وأخرجها للمؤمنين، وتزين بها رسول الله ﷺ وأصحابه وتلامذته الراشدون فيذكر ابن الملقن: قال بعض المتصوفة: " دخلت على بشر في علته، فقلت: عظني. فقال: إن في هذه الدار نملة، تجمع الحبّ في الصيف لتأكله في الشتاء، فلما كان يوما أخذت حبة في فمها، فجاء عصفور فأخذها، فلا ما جمعت أكلت، ولا ما أملت نالت " (١). ونقل الكلاباذي عن أبي المغيث وهو يذكر مجاهدته، فيقول: " كان لا يستند ولا ينام على جنبه، وكان يقوم الليل، وإذا غلبته عينه قعد، ووضع جبينه على ركبتيه فيغفو غفوة " (٢). وهذا مع ذكر الرب تعالى المؤمنين في قوله: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾ (٣). وأما نجم الدين الكبري المتوفى ٦١٨هـ فقد كذب على عيسى ﵇ حيث قال: " أنه كان نائما متوسدًا بلبنة، فهبّ من منامه فإذا اللعين عن رأسه، فقال له: ما جاء بك إليّ؟ فقال طمعت فيك، فقال: يا ملعون أنا روح الله كيف تطمع فيّ؟ قال: أنك أخذت قماشي فطمعت فيك، قال: وما ذاك القماش؟ قال: هذه اللبنة تحت رأسك، فرماها عيسى ﵇ حتى فارقه " (٤). وذكر الطوسي عن ابن الكريني - وكان أستاذ الجنيد - أنه أصابته جنابة ليلة من الليالي، وكانت عليه مرقعة ثخينة غليظة، فجاء إلى الشط ليلة، وكان برد شديد، فخزنت نفسه على الدخول في الماء لشدة البرد، قال: فطرح نفسه في الماء مع المرقعة، ولم

(١) طبقات الأولياء لأبن الملقن ص ١١٦ ط مكتبة الخانجي القاهرة ١٩٧٣م. (٢) التعرف لمذهب أهل التصوف لأبي بكر الكلاباذي ص ١٧٥ ط مكتبة الكليات الأزهرية. (٣) سورة آل عمران الآية ١٩١. (٤) فوائح الجمال وفواتح الجلال لنجم الدين الكبرى ص ١٥ ط بتصحيح المستشرق الألماني الدكتور فريتزمائر ط ويسبادن ألمانيا ١٩٥٧م.

1 / 49