19

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

Penerbit

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Genre-genre

وروى أبو داود عن حذيفة بن اليمان ﵁ أنه قال: " كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله ﷺ فلا تعبدوها فإن الأول لم يدع للآخر مقالا، فاتقوا الله يا معشر القراء، وخذوا طريق من كان قبلكم " (١). ولقد نقل عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله تعالى أنه قال: " من أبتدع بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا ﷺ خان الرسالة لأن الله يقول: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾، فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا " (٢). وكان يردد أيضا: وخير أمور الدين ما كان سنة ... وشر الأمور المحدثات البدائع (٣) وذكر الشاطبي عن ابن رواح عن الحسن أنه قال: " صاحب البدعة لا يزداد اجتهادا، صياما وصلاة إلا ازداد من الله بعدًا " (٤). ومثل ذلك روى عن هشام بن حسان أنه قال: " لا يقبل الله من صاحب بدعة صياما ولا صلاة ولا حجا ولا جهادا ولا عمرة ولا صدقة ولا عتقا ولا صرفا ولا عدلا " (٥). وأخيرا نذكر ما ذكره الشاطبي في اعتصامه تعريفا للبدعة، فيقول: " البدعة عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله ﷾ ". ثم فصل قوله " تضاهي الشرعية " يعني أنها تشابه الطريقة الشرعية من غير أن تكون في الحقيقة كذلك، بل هي مضادة لها من أوجه متعددة.

(١) رواه أبو داود. (٢) سنن الدارمي ج ١ ص ٦٠. (٣) الإعتصام للشاطبي ج ١ ص ٨٥. (٤) أيضا ج ٢ ص ٨٢. (٥) أيضا ص ٨٤.

1 / 26