Studies in Quranic Sciences - Fahd Al-Roumi
دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي
Penerbit
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
Nombor Edisi
الثانية عشرة ١٤٢٤هـ
Tahun Penerbitan
٢٠٠٣م
Genre-genre
شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ ١.
وأرسل إليهم الرسل تصحح لهم عقائدهم وتهديهم إلى ما فيه الخير لهم في الدنيا والآخرة وتبشرهم وتنذرهم: ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ ٢.
وأنزل معهم الكتب تبسط دعوتهم وترسي قواعد دينهم وتجلو لهم أمور عقيدتهم.
وما زال الأنبياء يتتابعون ويبنون صلاح الدين الإسلامي حتى بعث الرسول ﷺ وأنزل معه القرآن الكريم فأكمل الله به الدين وأكمل به الرسالة فكان خاتم الأنبياء، وكان القرآن خاتم الكتب السماوية، "إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة، قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين" ٣.
وتوفي رسول الله ﷺ وبقي هذا القرآن محفوظًا من التحريف والتبديل معلنا عموم رسالة محمد ﷺ إلى الناس كافة: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا﴾ ٤ ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ ٥.
فلا عجب أن يكون في القرآن الكريم العلاج الحاسم والدواء الناجع لجميع ما يعترض الحياة الإنسانية في مسيرتها من أمراض روحية وعقلية واجتماعية واقتصادية وسياسية، فهو تنزيل من حكيم حميد يعلم أمراض البشرية في ماضيها وحاضرها ومستقبلها ويعلم علاج كل داء فضمنه القرآن الكريم وجعله باقيًا إلى يوم القيامة.
فمتى ابتغت البشرية العلاج من غيره فقد ضلت ومن حكم بغيره فقد ظلم فهو العصمة لمن تمسك به وهو النجاة لمن اتبعه.
_________
١ سورة الأعراف: الآية ١٧٢.
٢ سورة النساء: الآية ١٦٥.
٣ رواه البخاري ج٤ ص١٦٢، ورواه مسلم ج٤ ص١٧٩١.
٤ سورة الأعراف: الآية ١٥٨.
٥ سورة الفرقان: الآية ١.
1 / 17