310

Statements of Al-Tahawi in Interpretation: Al-Fatiha - Al-Tawbah

أقوال الطحاوي في التفسير: الفاتحة - التوبة

Genre-genre

- القول الأول: أن الرسول محمد ﷺ لما أصيب يوم أحد، قال كالآيس من حصول الهداية للمشركين: كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم مع حرصه على هدايتهم، فأنزل الله جل وعلا هذه الآية: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران:١٢٨].
- ودليل هذا القول: ما روي عن أنس ﵁ أنه قال: (أن رسول الله ﷺ كسرت رباعيته يوم أحد، وشج، فجعل يسلت الدم عن وجهه، ويقول: "كيف يفلح قوم شجوا وجه نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم؟ " فأنزل الله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران:١٢٨]. (^١)
- القول الثاني: أن الرسول محمد ﷺ دعا على قوم من المشركين ومن المنافقين، فأنزل الله جل وعلا هذه الآية: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾] آل عمران:١٢٨].
- ودليل هذا القول: ما رواه سالم عن أبيه - عبد الله بن عمر - أنه سمع رسول الله ﷺ إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر، يقول: "اللهم العن فلانًا وفلانًا وفلانًا" بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، فأنزل الله: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ [آل عمران:١٢٨]. (^٢)
وقد ورد هذا الدليل بألفاظ تختلف، ومفادها واحد لا يختلف.
الترجيح: والقول الراجح هو أن الآية نزلت في الأمرين جميعًا، لتقارب الزمن بينهما، ولكونهما في حادثة واحدة.

(^١) أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب: الجهاد - باب: غزوة أحد (حـ ٤٦٢١ - ٦/ ٣٦٠).
والترمذي في سننه - كتاب: تفسير القرآن - باب: ومن سورة آل عمران - (حـ ٣٠٠٩ - ١١/ ١٣٠) وقال: هذا حديث حسن صحيح. أهـ.
(^٢) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب: المغازي - باب: قوله تعالى: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾ - (حـ ٤٠٦٩ - ٥/ ٤٣).
ومسلم في صحيحه - كتاب: التطبيق - باب: لعن المنافقين في القنوت - (حـ ١٠٧٧ - ٢/ ٥٤٩).

1 / 310