269

Statements of Al-Tahawi in Interpretation: Al-Fatiha - Al-Tawbah

أقوال الطحاوي في التفسير: الفاتحة - التوبة

Genre-genre

- ودليل هذا القول: ما جاء عن ابن عمر ﵁ أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:" يُدنى المؤمن يوم القيامة من ربه ﷿، حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه، فيقول هل تعرف؟ فيقول: أيْ رب أعرف، قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم، فيعطى صحيفة حسناته، وأما الكفار والمنافقون، فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على الله " (^١).
فدل هذا الحديث على أن المحاسبة ليست بموجبة للمعاقبة (^٢).
٣ - أن حكم المؤاخذة ثابت، لكن معناه: إنزال العقوبة والأذى بالعبد في الدنيا.
- وهذا قول: عائشة ﵂.
- ودليل هذا القول: ما روي عن عائشة ﵂ أنها قالت: سألت رسول الله ﷺ عن هذه الآية، فقال: " يا عائشة هذه معاتبة الله العبد بما يصيبه من الحمى والنكبة حتى الشوكة والبضاعة يضعها في كمه، فيفقدها، فيروع لها، حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير ". (^٣)
فدل هذا الحديث على: أن الله جل وعلا محاسب خلقه بجميع ما أبدوا من أعمالهم، وما أخفوا من أعمالهم، ومعاقبتهم عليها، غير أن معاقبته على ما أخفوه مما لم يعملوه، بما يحدث لهم في الدنيا من النوائب والمصائب. (^٤)
- القول الثاني: أنه خاص في نوع من المخفيات.
ثم اختلف أصحاب هذا القول في تحديد هذا النوع الخاص إلى أقوال:
١ - أنه خاص بالشهادة.
- وهذا قول: ابن عباس - وعكرمة - ومجاهد - والشعبي.

(^١) أخرجه مسلم في صحيحه - كتاب التوبة - باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله (حـ ٦٩٤٦ - ١٧/ ٨٩) - وأحمد في مسنده (٢/ ١٠٥).
(^٢) تفسير الطبري (٣/ ١٥٠)
(^٣) أخرجه الترمذي في سننه- كتاب التفسير - باب تفسير سورة البقرة - الآية - (٢٨٤) (حـ ٢٩٩٨ - ١١/ ١١٢)، وقال هذا حديث حسن
غريب. أ هـ، وأحمد في مسنده (٦/ ٢١٨).
(^٤) تفسير البغوي (١/ ٣٥٥).

1 / 269