وحين يهنئه الزائرون على المعجزات التي حققها، يكتفي بالجواب: «إنها لا شيء بالقياس إلى ما نعتزم القيام به» ... وهو برغم جبروته من الفطنة بحيث يدرك أنه ليس معصوما من الخطأ، وقد كتب مرة: «إن فضيلة الإنسان الرئيسية هي أن تكون له الشجاعة ليعترف بأخطائه، والقوة على أن يصلح هذه الأخطاء في أقصر وقت!»
وستالين يصل إلى تحقيق أغراضه، لكن أساليبه تكون أحيانا فظة قاسية ... حتى لقد قال فيه لينين - أبو الثورة الروسية: «هذا الطاهي سوف يترك الطعام يسخن حتى درجة الغليان؟» ... ولكن لو لم يعد هذا الطاهي الروسي وجبة في درجة الغليان لهتلر وأتباعه النازيين، فهل في وسعنا أن نتصور كم ألفا آخرين من جنود الحلفاء كان لا بد من التضحية بأرواحهم قبل أن تنهار قلعة هتلر؟!
ذلك أن جوزيف ستالين - الطاغية - لكي ينقذ روسيا ساهم بنصيب كبير في إنقاذ الديموقراطية، وإنه ليفزع المرء أن يفكر فيما كان عساه أن يحدث لنا - لك ولي - لولا بطولة جيش ستالين الأحمر وتضحياته ... (23) عشاء مع ستالين
كان كل من يدعى إلى مائدة ستالين يتلقى بطاقة دعوة هذه صورتها إذا كانت الدعوة للعشاء، وفي الغالب كان ستالين لا يدعو ضيوفه إلا لتناول العشاء:
الماريشال ستالين:
يرجو من السيد: ...
التفضل بالاشتراك في عشاء الكرملين
مساء يوم ...
ولم يكن يحظى بهذا الشرف غير عدد محدود جدا من الأجانب، وفي أغلب الأحوال كان ستالين إذا وجه دعوة العشاء إلى أجنبي، يهدف التحدث معه في شئون هامة تتصل بالسياسة أو غيرها.
ولم يكن من حق الضيف الأجنبي الذي يدعى إلى مائدة ستالين أن يستعمل عند ذهابه إلى الكرملين سيارته الخاصة، فيما عدا السفراء، وكان هذا من باب الاحتياط على حياة ستالين.
Halaman tidak diketahui