وكتب في وصف هذا اللقاء الأول يقول:
كنت أتمنى أن أرى نسر الجبال الذي يحمي حزبنا بجناحيه في صورة رجل كبير ... ليس كبيرا في السياسة فقط، بل كبيرا أيضا في جسمه، فإنني كنت أصور لينين دائما في خيالي في هيئة مارد له قوام جميل تتمثل فيه القوة، ولكن كم خاب أملي عندما رأيت شخصا عاديا جدا، قوامه أقل من المتوسط، ولا يتميز بأي شيء عن العاديين من بني البشر.
وفي تلك السنة وقع ما يشبه التجربة أو «البروفة» للثورة، وكان الذي أثارها ما تخلل الحرب الروسية اليابانية من فضائح. وكانت القوقاز مسرحا لحوادث خطيرة لا بد أن ستالين اشترك فيها على وجه التأكيد، ولكنه ظل في الصف الثاني، أما لينين نفسه فإنه لازم الظلام التام؛ لأن دوره لم يكن قد حان. (8) ستالين العامل (1905-1907)
وكان القمع رهيبا، وهنا أعار البلشفيك للثوار الاشتراكيين جزءا من خططهم، وبدءوا يطبقون الطرق الإرهابية بدورهم دون أن يعدلوا عن العمل المشروع.
ويقول بوريس سوفارين عن هذه الخطة الجديدة في شيء من السخرية: إن ستالين باشر عمله في هذا الإطار مستعينا بمواهبه الطبيعية، فبدأ الاستيلاء بالقوة على مبالغ من المال مما كان في حوزة المصارف، أو مكاتب البريد، أو مخازن الدولة، أو أثناء نقلها بالقطار، بل مبالغ كان يملكها أفراد أيضا، وأصبحت هذه عملية عادية في عامي 1906 و1907.
وكقاعدة عامة لم تكن هذه العمليات تنتهي دون تبادل إطلاق النار، ودون سقوط ضحايا من الجانبين، إلا أن الفوضويين الثوريين كثيرا ما كانوا يخرجون من هذه الاصطدامات دون أن يصيبهم أي أذى؛ وذلك لشدة جرأتهم، ولاستغلالهم عنصر المفاجأة. أما حراس المال فإنهم هم الذين كانوا يسقطون صرعى بأعداد كبيرة في هذه الحوادث.
وكان أهم هدف لاغتصاب المال هو إمداد الخلايا الثورية بالمال، وكان الحادث الذي وقع في تفليس في 26 يونيو من عام 1907 هو أهم حادث من هذا النوع.
وإليك ما نشر عنه في الصحف يوم 27 يونيو سنة 1907:
تفليس في 26 يونيو
حدث اليوم في ميدان أريفان الذي يقع في وسط المدينة، وفي الوقت الذي كان الميدان فيه ممتلئا بالناس أن ألقيت عشر قنابل الواحدة إثر الأخرى فأحدثت دويا هائلا.
Halaman tidak diketahui