لقد عرف زوكوف وهو ضابط قديم بالجيش الأحمر وعضو مجرب في الحزب الشيوعي منذ 1946، وهو في أوج شهرته كأكبر بطل عسكري في اتحاد الجمهوريات السوفييتية في الحرب العالمية الثانية، أن الحزب الشيوعي ودائرته الحاكمة لا تسمح لكائن أن يتدخل في سيطرته المطلقة.
وفي عام 1946 كان ستالين - الذي أغضبه على ما يبدو نمو مكانة زوكوف وثناءه على قادة الحلفاء العسكريين لما قدموه من معونة لهزيمة ألمانيا النازية - هو الذي جعل المارشال زوكوف في حكم المنفي.
فقد أسند عامئذ إلى زوكوف منصب عسكري صغير في أوديسا، وظل بعيدا عن أنظار الناس إلى أن مات ستالين في عام 1953، فعين على الفور وزيرا للدفاع بالنيابة.
واستعانت موسكو بزوكوف في السنوات السبع التي قضاها في غربته رغم أن نشاطه ظل خافيا عن الشعب الروسي؛ إذ قيل: إنه عمل مستشارا للقوات الشيوعية الصينية التي هاجمت جمهورية كوريا في عام 1950.
ويبلغ زوكوف الآن الثانية والستين من العمر، وقد ولد بمدينة ستيركوفا بالقرب من موسكو في عام 1895، وأحرز أول امتياز عسكري أثناء خدمته بالجيش الإمبراطوري الروسي، وانضم إلى الحزب الشيوعي في عام 1919، وسرعان ما نال شهرة واسعة، وعرف أنه من أخلص المتمسكين بالحزب.
ويبدو أن هذه الشهرة هي التي أنقذت حياته في عام 1937 عندما قام ستالين بحركة التطهير العسكرية الدموية التي أدت إلى إعدام 374 قائدا من قواد الجيش الأحمر و30000 ضابط رميا بالرصاص.
وقد أرسل زوكوف في ذلك الوقت إلى الشرق الأقصى حيث نالت عمليته ضد الجيش الياباني السادس ثناء موسكو، ورشحته للفوز بجائزة «بطل الاتحاد السوفييتي»، وشغل زوكوف أيضا في أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي سبقت الحرب العالمية الثانية منصب «كبير المراقبين العسكريين في موسكو».
وفي عام 1941 عين زوكوف رئيسا لأركان حرب الجيش ونائبا لوزير الدفاع، ثم قامت بعد ذلك شهرته في أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن سرعان ما انطوى في زوايا النسيان بين عامي 1946 و1953.
وفي عام 1953 بدا أن مستقبل زوكوف قد بدأ يتألق بعد فوزه برضاء الحزب، وفي فبراير عام 1955 عين وزيرا للدفاع، وساد الاعتقاد وقتئذ بأن أقدامه قد ثبتت من جديد بين أفراد الطبقة الحاكمة.
وقد تعزز هذا الاعتقاد في صيف عام 1957 عندما عين عضوا في مجلس الرئاسة السوفييتي، وهي الهيئة الشيوعية المختارة التي تحكم الاتحاد السوفييتي، وفي هذه الفترة هب زوكوف إلى نجدة نيكيتا خروشيشيف رئيس الحزب في أثناء الكفاح على السلطة، الذي انتهى بإقصاء أربعة من الزعماء الشيوعيين القدماء وهم: مالنكوف، ومولوتوف، وكاجانوفيتش، وشبيلوف.
Halaman tidak diketahui