كثرة ذكر اليهود في القرآن
الحمد لله:
أَيُّهَا الأخوة: المتأمل في القرآن الكريم يجد كثرة ذكر اليهود فيه، وذكر صفاتهم، وقصصهم، فيا ترى ما السر في ذلك؟
لما قدم الرسول ﷺ المدينة كان بها ثلاث قبائل من اليهود هم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة، ولعلمه ﵊ بطباعهم وصفاتهم، وغدرهم وخيانتهم، واحتقارهم لأي جنس بشري غيرهم، أراد أن يعقد ﵊ معهم معاهدة أمان، وفعلًا حصل العهد، ولكن سرعان ما خانوا العهد وتطاولوا على نبي الله ﷺ، فكيف تعامل النبي ﷺ مع خيانتهم؟
فأمّا بنو قينقاع فهم أول من خان العهد من اليهود، وذلك بسبب إخلالهم بالأمن ومجاهرتهم بالعدوان بعد انتصار المسلمين في غزوة بدر، فجمعهم الرسول ﷺ في سوقهم وقال لهم: "يا يهود أسلموا قبل أن يصيبكم ما أصاب قريشًا في بدر فقالوا له إنك قابلت أناسًا لا يعرفون القتال، ولو قاتلتنا لعرفت إنا نحن الرجال".
فأظهروا العداء للمسلمين، فسار إليهم الرسول ﷺ في السنة الثانية من الهجرة، وحاصرهم خمسة عشر يومًا حتى قذف الله الرعب في قلوبهم، فنزلوا على حكم النبي ﷺ فأمر بإخراجهم من المدينة، فخرجوا إلى بلاد الشام.