Springs of the Pulpit: A Collection of Sermons and Articles - Volume 1
ينابيع المنبر مجموعة خطب ومقالات المجموعة الأولى
Genre-genre
أن نتقدم عنه أو نتأخر أم هو الرأي والحرب والمكيدة، فقال النبي ﷺ: بل هو الحرب والرأي والمكيدة.
فقال الحباب: فليس هذا بمنزل فانهض بنا حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ونغور ما وراءه من الآبار، فاستحسن النبي ﷺ رأي الحباب ومضى بأصحابه حتى نزل بالعدوة الدنيا مما يلي المدينة وجيش قريش بالعدوة القصوى مما يلي مكة، وأنزل الله مطرًا كان شديدًا ووحلًا زلقا على المشركين، وكان طلا خفيفا على المسلمين، طهرهم به ووطأ لهم الأرض وثبت به الأقدام وبنى المسلمون لرسول الله ﷺ عريشًا على تل مشرف على موضع المعركة.
ونزل رسول الله ﷺ فسوى صفوف أصحابه ومشى في أرض المعركة يشير إلى مصارع القوم إلى المواضع التي سيقتل فيها زعماء المشركين يقول هذا مصرع فلان إن شاء الله، فو الله ما جاوز أحد منهم الموضع الذي أشار إليه النبي ﷺ، قتلوا في تلك المواضع التي عينها النبي ﷺ.
والتقى الفريقان وقام النبي ﷺ بين يدي ربه يدعو ويلح في الدعاء، ويتضرع بين يدي ربه ويستغيث به، يقول اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم هذه قريش قد أتت بخيلها وخيلائها تصد عن دينك وتحارب رسولك، ثم يقول عن أصحابه: اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض (١).
(١) انظر: زاد المعاد (٣/ ١٥٦)، كنوز السيرة للشيخ لعثمان الخميس (١٣٦)، خطبة للشيخ عبد العزيز قاري باختصار.
1 / 111