Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
Genre-genre
الأول: الاستعاذة بالرحمن من وساوس الشيطان، وذلك لأن تلك الشبهة ليس لها ظل من الحقيقة إنما هي هذيان، زخرفة الشيطان، وأوحى به إلى من هو على شاكلته من بني الإنسان، فتولى الإرجاف بها الفريقان، من شياطين الإنس والجان، كما قال ربنا الرحمن: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ الأنعام١١٢،وإذا استعاذ بالله العظيم من الشيطان، صرف عنه ما يزينه له من البهتان، كما دل على ذلك ثلاث آيات من القرآن (١)
_________
(١) الأولي في سورة "الأعراف": ١٩٩-٢٠٠ ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾، والثانية في سورة "المؤمنين" ٩٦-٩٨ ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ﴾، والثالثة في سورة "فصلت" ٣٤-٣٦ ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾، قال الإمام ابن كثير – ﵀ – في تفسيره: (١/١٥) أمر الله – جل وعلا – بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه، ليرده طبعه عما هو في من الأذى بالاستعاذة به من شيطان الجن لأنه لا يقبل رشوة ولا يؤثر فيه جميل، لأنه شرير بالطبع، ولا يكفه عنك إلا الذي خلقه، وهذا المعنى في ثلاث آيات من القرآن، لا أعلم لهن رابعة ١٠هـ وقد أشار الإمام ابن الجزري – رحمه الله تعالى – إلى مضمون الآيات الثلاثة كما ذكر ابن كثير فقال في النشر: (١/٢٥٦): وقد قلت في ذلك وفيه أحسن الاكتفاء وأملح الاقتفاء:
شيطانُنَا المُغْوِيُّ عدوٌّ فاعْتَصِمْ ... باللهِ مِنْهُ والتَج ِ وتَعَوّذِ
وَعَدُوّكَ الإنسيّ دَارِ وِدَادَهُ ... تمْلِكْهُ وادْفَعْ بالتي فإذا الذي
1 / 64