Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
Genre-genre
فاستمسك أيها المسترشد بما تركه نبينا – ﷺ – من قرآن وسنة ورد إليهما جميع أمورك لتكون من المهتدين، ولئلا يلبس عليك الشيطان الرجيم، فهذا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين – رضي الله تعالى عنه – وإمام المُحَدِّثين كما أخبر بذلك الصادق الأمين – عليه صلوات الله وسلامه – بقوله: "لقد كان فيمن كان قبلكم من الأمم ناس مُحَدَّثُون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر (١)
(١) أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة – باب مناقب عمر – رضي الله تعالى عنهم أجمعين: (٧/٤٢)، وفي كتاب أحاديث الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – باب ما ذكر عن بني إسرائيل: (٦/٥١٢) بشرح ابن حجر فيهما، ورواه مسلم في كتاب الصحابة – باب فضائل عمر: (١٥/١٦٦) بشرح النووي، ورواه الترمذي في كتاب المناقب – باب مناقب أبي حفص: (١٠/١٨٢) بشرح تحفة الأحوذي، وروايتا البخاري عن أبي هريرة، وروايتا مسلم والترمذي عن عائشة، ورواه أحمد في المسند: (٢/٣٣٩) عن أبي هريرة وفي: (٦/٥٥) عن أمنا عائشة – رضي الله تعالى عنهم أجمعين – واعلم أن قول النبي – ﷺ –: "فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر" لم يورده نبينا – ﷺ – مورد الترديد على الراجح، لأن أمته أفضل الأمم وإذا ثبت أن ذلك وجد في غيرهم، فإمكان وجوده فيهم أولى، وعلى هذا فتلك الجملة واردة مورد التوكيد، وهذا كما يقول الرجل: إن يكن لي صديق فإنه فلان، يريد اختصاصه بكمال الصداقة لا نفي الأصدقاء عنه، ونحوه قول الأجير: إن كنت عملت لك فوفني حقي، وكلاهما عالم بالعمل، لكن مراد القائل إن تأخير حقي عمل عنده شك في كوني عملت، أفاد ذلك الحافظ في الفتح: (٧/- ٥٠-٥١) وأورد احتمالًا آخر، فقال: وقيل: الحكمة فيه أن وجودهم في بني إسرائيل كان قد تحقق وقوعه، وسبب ذلك احتياجهم حيث لا يكون فيهم نبي، واحتمل عنده – ﷺ – أن لا تحتاج هذه الأمة إلى ذلك لاستغتائها بالقرآن عن حدوث نبي أ. هـ والأول أولى وهو الذي عول عليه الإمام ابن تيمية في الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان: (٧٧) حيث ذكر أن الكرامات كثرت في التابعين أكثر منها في الصحابة، وأما ما نعرفه نحن عيانًا، ونعرفه في هذا الزمان فكثير أ. هـ وفي الفتح: (٧/٥٠) نحوه أيضًا، والله تعالى أعلم.
1 / 224