218

Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

Genre-genre

عدها طائفة من العلماء مروقًا وزندقة، وعدها طائفة من العلماء إشارات العارفين، ورموزا السالكين وعدها طائفة من متشابه القول، وأن ظاهرها كفر وضلال، وباطنها حق وعرفان، وأنه صحيح في نفسه كبير القدر، وآخرون يقولون: قد قال هذا الباطل والضلال فمن الذي قال إنه مات عليه، فالظاهر عندهم من حاله أنه رجع وأناب إلى الله – جل وعلا – فإنه كان عالمًا بالآثار والسنن، قوي المشاركة في العلوم، وقولي أنا فيه: إنه يجوز أن يكون من أولياء الله – جل وعلا – الذين اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت، وختم له بالحسنى، فأما كلامه فمن فهمه وعرفه على قواعد الاتحادية، وعلم محط القوم، وجمع بين أطراف عباراتهم تبين له الحق في خلاف قولهم، كذلك من أمعن النظر في فصوص الحكم، أو أنعم التأمل لاح له العجب، فإن الذكي إذا تأمل من ذلك الأقوال والنظائر فهو أحد رجلين: إما من الاتحادية في الباطن، وإما من المؤمنين بالله الذي يعدون أن هذه النحلة من أكفر الكفر، نسأل الله العفو، وأن يكتب الإيمان في قلوبنا، فوالله لأن يعيش المسلم جاهلًا خلف البقر، لا يعرف من العلم شيئًا سوى سور من القرآن يصلى بها الصلوات، ويؤمن بالله، وباليوم الآخر خيرٌ له بكثير من هذا العرفان، وهذه الحقائق، ولو قرأ مائة كتاب، أو عمل مائة خلوة (١) .

(١) انظر البداية والنهاية: (١٣/١٥٦)، وميزان الاعتدال: (٣/٦٥٩-٦٦٠)، وانظر الجزء الثاني من مجموع فتاوى شيخ الإسلام – عليه رحمة الله تعالى – فقد كاد أن يكون وقفًا على بيان حال ضلال ابن عربي وزندقيته ففي: (١٢٢و٣٦٤) يحكم على كتاب فصوص الحكم بأنه كفر باطنًا وظاهرًا، وباطنه أقبح من ظاهره وفي: (٢٤٠) ينقل عن إبراهيم الجعبري والعز بن عبد السلام – عليهم جميعًا رحمة الله تعالى – أن ابن عربي شيخ سوء بخس مقبوح مكذوب يقول بقدم العالم، ويكذب بكل كتاب أنزله الله وبكل رسول أرسله الله، ويعقب على قولهما بأن ما ذكراه عنه هو بعض أنواع كفره، فإن حاله لم يكن قد تبين لهما وإلا فليس عند ابن عربي رب وعالم، بل عنده وجود العالم هو وجود الله، وجماع أمر ابن عربي وذويه: هدم أصول الإيمان الثلاثة: الإيمان بالله - وبالرسل – عليهم صلوات الله وسلامه – وباليوم الآخر، وفي: (٣٥٧) يعلل سبب تفصيله لأحوال ابن عربي وأمثاله، وتحذيره من مسلكهم بما خلاصته: إن قولهم كثر وظهر وانتشر وتبعهم كثير من الناس وفضلهم على سائر الصالحين، وسبحان من فرق بين نوع الإنسان فجعل منه من هو أفضل العالمين، وجعل منه من هو شر من الشياطين، وقرر في: (٣٥/١٤٤) أن من يستحسن طريقهم فهو مجرم مثلهم، وانظر أيضًا تفصيل حال ابن عربي في كتاب الإمام العلامة برهان الدين البقاعي واسم كتابه: تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي والكتاب في سبعين ومائتي صفحة، وانظر تفسير أبي حبان البحر المحيط: (٣/٤٤٩) فقد عد ابن عربي وجماعة معه وقال: إنما سردت أسماء هؤلاء نصحًا لدين الله، يعلم الله ذلك، وشفقة على ضعفاء المسلمين، وليحذروا فهم شر من الفلاسفة الذين يكذبون على الله ورسله – عليهم الصلاة والسلام – ويقولون بقدم العالم، وينكرون البعث وقد أولع جهلة ممن ينتمي إلى التصوف بتعظيم هؤلاء وادعائهم أنهم صفوة الله وأولياؤه، والرد على النصارى والحلولية والقائلين بالوحدة هو من علم أصول الدين أ. هـ وانظر لسان الميزان (٤/٣١٨) فقد نقل ابن حجر عن شيخه البلقيني تكفير ابن عربي، فسأل الله الكريم أن يثبت الإيمان في قلوبنا، وأن يحسن خاتمتنا، وأن يجعل خير ساعاتنا ساعة ما نلقاه وهو راض ٍ عنا إنه سميع الدعاء.

1 / 218