171

Buku Siyasat Nama

سياست نامه أو سير الملوك

Penyiasat

يوسف حسين بكار

Penerbit

دار الثقافة - قطر

Nombor Edisi

الثانية، 1407

لهم اجلسوا حيث تشاؤون فتوزعوا وجلسوا على المفارش وجيء بالشراب ولما شربوا جيء بالطعام فاكلوا وغسلوا أيديهم ثم أعد لهم مجلس غناء وطرب وجيء بالخمرة فراحوا يحتسون كؤوس الطلا ويستمعون إلى غناء المطربين إذ لم يكن ثمة أحد في مجلسهم ذاك سوى الفراشين الثلاثة الذين كانوا يقومون على خدمتهم ولم يكن أحد يعلم شيئا عن حالهم تلك فقد كانت المدينة بأسرها رجالا ونساء في قلق عليهم وكانت نساؤهم وأبناءهم يبكون ويندبون

وبعد ثلاثة أو أربعة أيام جاءهم أحد حجاب الصاحب بن عباد وقال ان الصاحب يقول اعلموا أن قصري ليس سجنا وأنكم ضيوفي اليوم والليلة فلو أريد بكم سوء لما أحضرتم إلى قصري وبعد أن عاد الصاحب من الديوان إلى قصره وكان منهمكا في أمرهم أمر باحضار خياط حالا ليخيط عشرين جبة من الديباج ثم أمر بتهيئة عشرين جوادا بسرج مزركشة ولما انتهي من إعداد هذا كله مع إشراقة صباح اليوم التالي دعا الصاحب الرجال جميعهم إليه والبس كل واحد منمهم جبة وعمامة أعطاه جوادا وغطاء مزركشا لسرجه وعين له عمله وجعل لبعضهم جرايات دائمة ووصلهم جميعا ثم صرفهم إلى منازلهم فرحين مسرورين وفي اليوم التالي حضروا عند الصاحب جميعا للسلام عليه فقال لهم لتقروا الان عينا فلا تكتبا لمحمود بعد الان ولا تتشكوا ولا تعملوا على زوال مملكتنا

ولما مثل الصاحب بين يدي فخر الدولة سأله ماذا فعلت مع تلك الجماعة قال الصاحب يا مولاي أعطيت كلا منهم جوادا مطهما وخلعة وصلة وعينت له عملا من بين الأعمال التي انتزعتها من أصحاب العملين في الدولة والديوان ثم صرفتهم إلى بيوتهم بعد أن عرف كل عمله فراق لفخر الدولة ذلك وأقره ثم قال لو فعلت غير هذا لما كان فعلك صحيحا ليتك أقدمت على ما أقدمت عليه السنة قبل عشر سنوات فما كانوا ليرغبوا في خصومنا يجب ألا يسند لأي شخص بعد الان سوى عمل واحد لتكون لكل المتصرفين أعمال وليكون للأعمال جميعها رونق وبهاء فإذا ما ولي شخص واحد عملين أو ثلاثة فإن سبل العيش تضيق على الاخرين وإن حكام الأطراف ومتسقطي عيوب دولتنا سيقولون ألم يبق في مملكتهم رجال حتى يعهدوا بعملين إلى رجل واحد ويحملوننا على عدم الكفاية والجدارة ألم تر أن الحكماء قالت لكل عمل رجال ان في المملكة وظائف كبيرة ومتوسطة وصغيرة فليعط كل عامل ومتصرف عملا

Halaman 213