انطلق بنا إلى منزل حاجب فلعلهم ياذنون لنا فجئنا المنزل فاذن لنا فوجدنا المختار بن عوف ورجلين وثلاثة من المشايخ فقال لنا حاجب اخبر ابلج بن عقبة واخبراه بمكاننا فاخبرناه فاتى فلما صلينا العتمة اخذوا في الكلام فيقوم احدهم فيتكلم ماشاء الله ثم يجلس فيقوم الاخر فكذلك حتى اضاء لنا الصبح قال المليح ما رايت متكلما يتكلم قائما في مجلس قبله ولا بعده فجاء شعيب بن عمر وكانت اخته تحت حاجب فرده وابى على ادخاله وكان يومئذ من افضل الفتيان وكان بين منزله ومنزل حاجب نحو ثلاثة اميال.
قال أبو سفيان: احتبس حاجب ولم يخرج إلى الحج حتى بقى للموسم ثمانية ايام قال واراد الخروج هو وجماعة معه ووافق خروجهم يوم الجمعة فقال لاصحابه أن في نفسى من يوم الجمعة لشيئا فقالوا سبحان الله انما بقى ما تعلم فقال اخرجوا وأنا الحقكم فخرج القوم وتخلف حاجب حتى صلى الجمعة فركب فلحقهم على مسيرة ليلتين من البصرة.
قال أبو سفيان: وقع غلام كان لحاجب عند أبي جعفر فساله لمن كان فقال لحاجب وكان علما به وبابى عبيدة فدخل عليه يوما فرآه حزينا فساله فقال مولاى الذي كنت له مات يعنى حاجبا فرجع أبو جعفر فقال رحم الله حاجبا ثم دخل عليه بعد ذلك فرآه حزينا فقال مالى اراك حزينا فقال مات صديق لمولاى يقال له أبو عبيدة الاعور قال وانه قد مات قال نعم فرجع وقال ذهبت الأباضية.
قال أبو سفيان: خرج أبو عبيدة وحاجب من البصرة يريدان مكة فاصبحا بالابطح فاذا جماعة تصلى الصبح فدخلا معهما الصلاة فقنت الإمام في الركعة الثانية، فلما انصرفا إلى خبائهما فقد أبو عبيدة
Halaman 91