متقنع بثوبه فجلس وهم لا يعرفونه فلما فرغ المتكلم قام فقال إني اخبركم بما رات عينى وسمعته اذنى أو عن خبر من راى وسمع واقتص الفتن المتقدمة واحدة بعد اخرى ونبه على من انجاه الله تعالى منها قالت فما رايت احدا في مجلس من مجالس المسلمين يتكلم قائما قبله ولا بعده فاذا به مازن.
وهذا كاف في ذكر ائمتنا وقادتنا من هذه الطبقة اعنى طبقة تابع التابعين.
تابع طبقة التابعين
منهم أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي كان مولى فيهم كان اعور وشهر بالقفاف توفي في ولاية أبي جعفر بعد وفات حاجب رضى الله عنهما تعلم العلوم وعلمها ورتب روايات الحديث واحكمها وهو الذي يشار اليه بالاصابع بين اقرانه ويزدحم لاستماع ما يقرع الاسماع من زواجر وعظه وقد اعترف له بحوز قصب السبق في العلوم واعترف مع ذلك بضيق الباع مع ما هو عليه من الاتساع وكان رحمه الله يضعف امر الشفعة ويقول لا تحبس على يتيم ولا غائب فابتلى بها رجل من اصحابه فجاءه يسأله فقال اذهب فاسأل اشياخ البصرة هل لجابر فيها ذكر فاخبر إن جابرا يوجبها فاخذ بقول جابر.
قال أبو سفيان: بعث عبد الله بن الحسن إلى أبي عبيدة وإلى جماعة المسلمين حين اراد الخروج فتشاورا فتكلم كل برايه فاتفق رايهم أن يبعثوا اليه صالح بن كثير وقد قال لهم إني على دينكم وكان من متكلمى المسلمين الا انه احدث اشياء قلاه المسلمون عليها فقال أبو عبيدة إن هذا ليس براى اترون رجلا يخاف على نفسه ويطلب
Halaman 83