فحمد الله واثنى عليه ثم قال اما بعد فان الله كتب علينا الجهاد فمنا من قضى نحبه واولئك الابرار الفائزون بفضلهم ومن يكن منا ينتظر فهو من سلفنا القاضين نحبهم فحرض اصحابه على الجهاد فبايعوه فخرج بعدما تشاوروا اين يوجهون فقال معاذ ارى أن نسير إلى حلوان فانها كورة بين السهل والجبل والثغر والمصر قالوا له عدونا لا يتركوننا ويمهلوننا بل يعاجلوننا قبل ذلك. قال حيان نخرج إلى جانب الكوفة فنقاتل حتى نموت فذلك عذر لنا عند ربنا، فقال عتريس بن عرقوب الشيبانى الراى ما قال معاذ أو تسيرون إلى عين النمر فقال حيان عدوكم معاجلكم عن ذلك فقالوا الراى ما رايت فقال انكم تبادرون بذلك الجنة فخرجوا فقتلوا جميعا رحمهم الله ثم اراد خالد بن عباد السدوسى رحمه الله الخروج فسعى به فاخذه ابن زياد لعنه الله وكان زاهدا صالحا ناسكا وكذب الساعى فضمنه رجل ثم اتى بن زياد بعد ذلك انه لم يبت البارحة في اهله فارسل اليه فقال اين كنت، قال عند اخوان لي ذكرنا الله وذكرنا ائمة الهدى وذكرنا ما الناس فيه من الجور قال دلنى عليهم قال لو دللتك لقتلتهم وسعدوا واشقى ولم اكن لاروعهم قال له العن أهل النهر قال أن كانوا لله اعداء فلعنهم الله قال فما تقول في أبي بكر وعمر قال خيرا قال وعثمان ومعاوية قال أن كانا وليين لله فلست اعاديهما قال له رجل انك في تقية قال قل علمت ولكن لاتقية اليوم في الله فامر بقتله وكان شاسفا من العبادة بين عينيه اثر السجود وكره الناس قتله
Halaman 60