خيار أهل الارض يومئذ وقراؤهم وزهادهم ممن بقى من كبراء الصحابة والتابعين وفيهم من أهل بدر ومن شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجنة كحرقوص بن زهير السعدي الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رواية عائشة اول من يدخل علينا اليوم من أهل الجنة فكان هو الداخل إلى ثلاث مرار وشجرة بن اوقا وكان بدريا ومن اراد علي معرفة اسمائهم فعليه بالنهروان وغيره من الكتب واخرج علي اليهم ابن عباس فناظروه بان الامر الذي كانوا عليه اهدى في قتل عثمان لاحداثه وامتناعه من كتاب الله وفي سفك الدماء يوم الجمل لنكثهم وعدم رجوعهم إلى كتاب الله وفي قتالنا أهل الشام لبغيهم وتعديهم كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام أم ضلال، قال: بل رشد، قالوا: فهل نزل امر من السماء يحرم الامر الاول، قال: لا، قالوا: فلم حكم في دين الله، قال: قد علمتم إن الله قد امر بالتحكيم في رجل وامرأة وفي طير يقتله المحرم، قال: فكيف يامر امة محمد عليه السلام، قالوا: تحكيم الحكمين في رجل وامراة وفي طير رد الله الحكم فيه إلى العدول وهذا الامر جاء الحكم فيه من الله كالزنا والسرقة والقذف ولا يمكن لانسان أن يحكم فيها بغير حكم الله ولو اراد امام قطع يد السارق فقال له الناس: حتى نحكم فيه حكمين له أن يحكمهما أم يمضي على حكم الله قال: بلى بل لا يحكم الرجال قالوا: معاوية فاء إلى حكم الله وعمرو بن العاص، قال: لا، قالوا: فعمرو بن العاص عدل الذي صرح بالعداوة والبغي وباع دينه بمصر وسفك دماء المسلمين بغير حق وأبو موسى الذي ثبط الناس عن الجهاد قال: لا وايضا أن كان عمرو عدلا وهو يقاتلنا فنحن على غير حق وقد كان شنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سبعين بيتا من الشعر فقال عليه السلام: اللهم إني لا احسن الشعر فالعنه بكل بيت قالها لعنة واذا كان عدلا فنشهد إن عمارا ومن استشهد معه قتلوا على باطل وضلالة ثم رجع إلى علي فقال: خصمك القوم ثم خرج اليهم على فوقعت بينهم مناظرة قال: لهم دعوني إلى كتاب الله، فاجبت قال الله تعالى { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون } ، قالوا: اذا نزلت معاوية منزلة المؤمنين وانت منزلة أهل الكتاب اذ كانوا هم الذين يدعونك إلى كتاب الله فان كنت على الحق فان كتاب الله حكم عليهم بالقتل إلى أن يرجعوا إلى الحق فقال: انتم القائلون لا نقاتل قوما يدعوننا إلى كتاب الله فقلت هذه خدعة فقلت ابعث رجلا لا يعقد صاحبهم عقدة الا حلها وابيتم الا أبا موسى الأشعري قالوا: عرفنا اخواننا الحق فتبنا، قال: إني استغفر الله واتوب اليه فكبروا ورجعوا وقيل قال له بعضهم: إن الله حكم العدلين في الجرادة وحكمتم في دماء المسلمين عمرا فما زال به الاشعث بن قيس حتى نقض الذي اعطاهم ورجع إلى الحكومة ومعاوية يرسل إلى وجوه أهل العراق يمنيهم ويحثون على علي في التحكيم وبعث أبا موسى فخرجوا إلى النهروان وبايعوا
Halaman 50