الحق اليقين، فوجب علينا الولاية والدعاء للسابق كما فرض علينا مراعاة حق اللاحق، اذ نقلوا لنا الهدى ناصحين، وأدوه الينا محتسبين، لا يسألون عنه أجرا، ولا كانوا متكلفين، لازموا القبض على جمر التكليف، من أتباع الرسول من غير تعنيف صلى الله عليه وعلى اله ما طلع شمس وعاد خريف.
(وبعد) وردت رسالة ممن أهمه أمرنا، وإبتغاء المطالعة على احوالنا، ومعرفة أخبار بلادنا، المصان منها باخواننا، والذي ضرب بجرانه عدونا، ومعرفة ما نحن فيه من التبرج، والاكتنان والظهور والكتمان، والوقوف على مناقب الأخوان، ونسب من سلف به من الزمان؛ من الأئمة أولي البقية والاحسان؛ أم من سنام المجد قحطان أم من أهل السماح والصباح والرماح رأس الشرف عدنان.
وتضمنت الرسالة: إنهم أوجبوا نفس الشريعة الساطعة الغرا، وطلع شمس النحلة النقية البيضا، وإنهم رعوا العفو، وشربوا الصفو، وساسوا بالعدل العباد، وتمكنوا في البلاد، وساموا الخسف أهل الجور والفساد، بالإمام الجواد الواري الزناد الماجد الأجداد الهمام الفاضل الأشم الباذل اللباب الحلاحل أبو عبد الله محمد الأمير العادل، المنتهي في الشرف إلى قحطان سواء كان من حمير أو ازد أو همذان، فانشرحت لسطوع نور هدايتهم صدورنا، وسلوكهم محجة من مضى من أسلافنا، وإظهار منهج مذهب الحق مشرفا بشهادة غرابيل الصدق.
وها أنا اذكر بعض أخبار السالفين
Halaman 3