وبين جند طرابلس مخالفة فخرج الجند اليهم إلى واد الرمل فأقتتلوا فهزم الله الجند إلى مدينة طرابلس فأتبعهم من حضر من أهل الدعوة إلى المدينة فخرج الجند هاربين إلى ابراهيم بن الأغلب وهو عامل لهارون الرشيد على افريقية ومنزله بالقيروان ومات هارون وأقره الأمين فوجه ابراهيم ابنه عبد الله في ثلاثة عشر الف فارس سوى الأتباع فقاتل هوارة من أهل الدعوة فبلغ الخبر إلى الإمام فأقبل حتى نزل على طرابلس وفيها عبد الله بن ابراهيم وحاصرها وسد عبد الله باب زناتة وكان يقاتل من باب هوارة فاقام عليها زمانا وكانت محاصرته لها عام ستة وتسعين ومائة وهناك مات مهدي النفوسي وذلك انه خرج من العسكر إلى شاطىء البحر فسبحوا له حين أبصروه منفردا فسكوه وقطعوا رأسه قال أبو زكريا اذا قالوا له انهزم المسلمون يعنون الإمام ومن معه تعبس واذا قالوا له انهزمت المسودة انبسط وجهه وتبسم وفي كتاب سير نفوسة انهم علقوا راسه على السور فاذا قالوا له انهزم المسلمون انقبض وجهه واذا قيل له انهزم أهل المدينة انفتح حاجبه وتبسم وكل قريب فلما طال الحصار على أهل طرابلس وكان الإمام يشاور أصحابه في المكائد التي يكيدهم بها وكانت المدينة في غاية الحصانة والمنعة فيخرج ما اتفقوا عليه من الرأي وينقص من اتهم بالإخراج حتى اذا لم يبق الا وزيره مزور بن عمران فلم يخرج لهما خبر فقال الإمام لا نحاصر المدينة برجل واحد
Halaman 160