أخذ عن أبي عبيدة مسلم ثم قدم بعده الخمسة المذكورون فأنتقل عن الفتيا وقال أني أخذت عن أبي عبيدة ولم يحرر لي المأخوذ به عنده من الأقوال وهؤلاء أخذوا اخر وقد حرر المختار عنده من الأقوال وفي كتاب سير مشايخ نفوسة ومثله لأبي زكريا أن أمير المؤمنين عبد الوهاب بن عبد الرحمن حين كان بجبل نفوسة تخاصم عنده رجلان فتكلم المدعي فأستردد الإمام المدعا الجواب فلم يجب بشيء بل تكلم بما لا ينبغي فقال الإمام هل هاهنا ابن مغطير قالوا لا قال الإمام قوما إلى غد ثم اختصما من غد فابى من رد الجواب قال الإمام هل هنا ابن مغطير قالوا لا فقال ارتفعا إلى غد فلما أختصما أمتنع من رد الجواب فقال الإمام أبالمجلس ابن مغطير قالوا لا فلما كان اليوم الرابع وأمتنع من رد الجواب وكان ابن مغطير حاضرا في ناحيته مستغشا بثوبه قال الإمام أبا لمجلس ابن مغطير فلم يتم الإمام قوله الا وقد وثب ابن مغطير على الممتنع فوطئه بركبته وصاح أغثني يا أمام ادركني يا أمير المؤمنين فأمره الإمام بتركه فتركه فأستردده الجواب فأجاب واذعن للحق وكان ابن مغطير شديد الشكيمة قوي العريكة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومنهم أبو داود القبلي من بلاد نفزاوة وكان شيخا مشهورا عالما ممن أخذ
العلم عن أبي عبيدة بل أحد الخمسة وأخذ عنه وكان الإمام عبد الوهاب مع كثرة علما اذا جلس بين يديه كالصبي أمام المعلم وفي كتاب سير أشياخ نفوسة أن أبا عبيدة قال له لا تفت بما سمعت مني ولا مالم تسمع وقال للامام عبد الرحمن أفت بما سمعت ومالم تسمع وقال لأبي الخطاب أفت بما سمعت مني.
(ثم الطبقة) الذين من بعدهم
منهم الإمام الباسل الشجاع التقي اللين الحليم أمير المؤمنين عبد الوهاب
Halaman 144