Rahsia Pembuatan I'rab
سر صناعة الإعراب
Penerbit
دار الكتب العلمية بيروت
Nombor Edisi
الأولي ١٤٢١هـ
Tahun Penerbitan
٢٠٠٠م
Lokasi Penerbit
لبنان
Genre-genre
Tata Bahasa dan Morfologi
واستدرك أبو الحسن ذلك عليه، وقال: إن هذا لا يجوز إدغامه، لأن السين ساكنة، ولا يجمع بين ساكنين، فهذا لعمري تعلق بظاهر لفظه، فأما حقيقة معناه، فلم يرد محض الإدغام، وإنما أراد الإخفاء، فتجوز بذكر الإدغام، وليس ينبغي لمن قد نظر في هذا العلم أدنى نظر أن يظن سيبويه ممن يتوجه عليه هذا الغلط الفاحش، حتى يخرج فيه من خطأ الإعراب إلى كسر الوزن، لأن هذا الشعر من مشطور الرجز، وتقطيع الجزء الذي فيه السين والحاء، "ومس حهي" مفاعلن، فالحاء: بإزاء عين مفاعلن، فهل يليق بسيبويه أن يكسر شعرا، وهو من ينبوع العروض، وبحبوحة١ وزن التفعيل٢، وفي كتابه أماكن كثيرة تشهد بمعرفته بهذا العلم، واشتماله عليه فكيف يجوز عليه الخطأ فيما يظهر ويبدو لمن يتساند إلى طبعه، فضلا عن سيبويه في جلالة قدره، ولعل أبا الحسن أراد بذلك التشنيع عليه، وإلا فهو كان أعرف الناس بحاله، وقد تلا أبا الحسن في تعقب ما أورده سيبويه في كتابه جلة٣ أصحابنا، كأبي عمر٤ وأبي عثمان٥ وأبي العباس٦ وغيرهم، فقلما ضره الله بذلك، إلا في الشيء النزر٧ القليل من قوله، وأما ما أنشده أيضا من قول الراجز٨.
متى أنام لا يؤرقني الكرى ... ليلا ولا أسمع أجراس المطى٩
_________
١ بحبوحة: من كل شيء وسطه وخياره. اللسان "١/ ٢١٥". مادة "بحبح".
٢ يشير بهذه العبارة إلى تمكن سيبويه من علم أستاذه الخليل صاحب العروض.
٣ جلة: معظم. اللسان "١/ ٦٣٣". مادة "جل".
٤ أبو عمر الجرمي: هو صالح بن إسحاق النحوي البصري. توفي سنة ٢٢٥.
٥ هو أبو عثمان المازني، وهو بكر بن محمد بن بقية، توفي سنة ٢٤٨ أو ٢٤٩.
٦ هو أبو العباس محمد بن يزيد المبرد الثمالي الأزدي نحو بصري، توفي سنة ٢٨٥.
٧ النزر: القليل. مادة "نزر".
٨ لم نعثر على قائل البيت وهو من شواهد الكتاب. اللسان "١/ ٤٥٠".
٩ الكرى: النعاس. مادة "كرى" والمطي: جمع مطية وهي الناقة التي يركب مطاها.
يقول الشاعر: متى أنام غير مؤرق؟ والأسلوب إنشائي في صورة استفهام غرضه التمني.
والشاهد في قوله "يؤرقني"، فقد حكى سيبويه أن بعض العرب كان يشم الضم فيه على تقدير وقوعه موقع الحال، أي متى أنام غير مؤرق، وهذا أبين إلا أن فيه قبحا لتوالي الحركات واستثقال الضم والكسر. انظر/ الكتاب لسيبويه "١/ ٤٥٠".
1 / 73