247

Rahsia Pembuatan I'rab

سر صناعة الإعراب

Penerbit

دار الكتب العلمية بيروت

Nombor Edisi

الأولي ١٤٢١هـ

Tahun Penerbitan

٢٠٠٠م

Lokasi Penerbit

لبنان

ومن ذلك قول امرئ القيس: وإن شفائي عبرة مهراقة ... فهل عن رسم دارس من معول١ ففي قوله "معول" مذهبان: أحدهما: أنه مصدر عولت، بمعنى أعولت، أي بكيت، أي فهل عند رسم دارس من إعوال وبكاء؟ والآخر: أنه مصدر عولت على كذا: أي اعتمدت عليه، كقولهم: "إنما عليك معولي"، أي اتكالي. وعلى أي الأمرين حملت المعول، فدخول الفاء على "فهل عند رسم" حسن جميل. وأما إذا دخلت المعول بمعنى العويل٢ والإعوال، أي البكاء، فكأنه قال: إن شفائي أن أسفح٣ عبرتي، ثم خاطب نفسه أو صاحبيه فقال: إذا كان الأمر على ما قدمته من أن في البكاء شفاء وجدي٤، فهل بي من بكاء أشفي به غليلي٥. فهذا ظاهره استفهام لنفسه، ومعناه التحضيض٦ لها على البكاء، كما تقول: قد أحسنت إلي فهل أشكرك؟ أي فلأشكرنك، وقد زرتني، فهل أكافئنك، أي فلأكافئنك، وإذا خاطب صاحبيه فكأنه قال: قد عرفتكما سبب شفائي، وهو البكاء والعويل، فهل تعولان وتبكيان معي، لأشفي وجدي ببكائكما.

١ العبرة: الدمعة. اللسان "٤/ ٢٧٨٣". مهراقة: مصبوبة. اللسان "٦/ ٤٦٥٤". الرسم: الأثر. الدارس: البالي. معول: بكاء ونحيب. الشرح: يقول إن شفاء صدري أن أقف على آثار الديار وأنزف الدموع حتى تطفئ أحزاني. الشاهد في قوله: فهل عند رسم دارس من معول؟ إعراب الشاهد: الفاء للتعقيب. هل: حرف استفهام. عند: ظرف منصوب في محل رفع خبر مقدم. رسم: مضاف إليه مجرور. دارس: نعت مجرور. من: حرف جر زائد. معولك اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على الابتداء. ٢ العويل: البكاء. مادة "عول". اللسان "٤/ ٣١٧٥". ٣ أسفح: أصب، مادة "سفح". اللسان "٢/ ٢٠٢٣". ٤ وجدي: حزني. مادة "وجد" اللسان "٦/ ٤٧٧٠". ٥ الغليل: الحزن. مادة "غلل". اللسان "٥/ ٣٢٨٥". ٦ التحضيض: الحث. مادة "حضض". اللسان "٢/ ٩١٠".

1 / 268