189

Rahsia Terpendam

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

Penerbit

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Lokasi Penerbit

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

بغير الطعن والطاعون، وأُجيب: بأنه إذا ساغ تخصيص عموم الأمة بالصحابة، ساغ تخصيص الصحابة بطائفة منهم، ولكن قد استَبعد التقيُّ ابنُ تيمية أصل الجواب في

_= في طاعون الشام: إنه شهادةٌ ورحمةٌ لكم، ودعوة نبيكم. قال أبو قلابة: يعني بدعوة نبيكم: أنه ﷺ دعا أن يجعل فناءَ أمته بالطّعن والطّاعون. كذا جاءت الرواية عن أبي قلابة بالواو. قال بعض علمائنا: والصحيح بالطعن، أو الطاعون، بأو التي هي لأحد الشيئين. أي: لا يجتمع ذلك عليهم.
قلتُ: ويظهر لي: أن الراويتين صحيحتا المعنى، وبيانه: أن مُرادَ النبي ﷺ بأمته المذكورة في الحديث إنما هم أصحابه؛ لأنه ﷺ قد دعا لجميع أمته ألاّ يهلكهم بسَنة عامة، ولا بتسليط أعدائهم عليهم، فأجيب إلى ذلك، فلا تذهب بيضتهم، ولا معظمهم بموتٍ عامٍ، ولا بعدوٍّ على مقتضى هذا الدعاء. والدعاء المذكور في حديث أبي قلابة يقتضي أن يفنى جميعهم بالقتل والموت العام. فتعيّن أن يصرفَ الأول إلى أصحابه؛ لأنهم هم الذين اختار الله لمعظمهم الشهادةَ بالقتل في سبيل الله، وبالطاعون الذي وقع في زمانهم، فهلك به بقيتُهم. فعلى هذا: قد جمع الله لهم كلا الأمرين. فتبقى الواو على أصلها من الجمع، أو تحمل (أو) على التنويعية والتقسيمية. والله -تعالى- أعلم» .
قال أبو عبيدة: لي تعليقات:
الأولى: العالم الذي أبهمه أبو العباس القرطبي في «شرحه تلخيصه صحيح مسلم» -وليس كتابه شرحًا لأصل «الصحيح» كما توهمه عبارة المصنف- هو القاضي عياض، وعبارته في «إكمال المعلم» (٧/١٣٣) هذا نصها:
«الصحيح من الرواية أنه ﵇ أخبره جبريل أن فناء أمته «بطعن أو طاعون»، فقال: «اللهم فناء بطاعون»، قال: «وهذا الذي يوافق حديثه الآخر: «أن لا يجعل بأسهم بينهم، وأن لايسلط عليهم عدوًا من غيرهم»» .
الثانية: قول المصنف الآتي: «وقد يعترض عليه، بأنه قد مات جمع كثير من الصحابة بغير ...» إلى آخره هو بالحرف في «بذل الماعون» (ص ١٢٨) لابن حجر.
الثالثة: مقولة أبي قلابة «يعني بدعوة نبيكم ...» فيها: «أو» بين «بالطعن» و«الطاعون» بالتنويع والتقسيم لا بالجمع! أخرج ذلك أحمد (٥/٢٤٨)، وأبو عمرو الداني في «الفتن» (رقم ٩)، ولفظه:
«قال أبو قلابة: فلم أدر ما دعوة نبيكم؟ حتى بلغني الحديث: إن رسول الله ﷺ قال: «إني سألت ربي أن لا يجمع أمتي على ضلالة، ولا يلبسهم شيعًا، ولا يذيق بعضهم بأس بعض، فأبى عليّ، فقلت: فحُمّىً إذًا أو طاعون» . قال أبو قلابة: فعرفتُ تأويل دعوة نبيكم» .

1 / 200