وعن أبي الدرداء ﵁ قال: بُعثَ النبي ﷺ وأنا تاجر، فأردت أن تجتمع لي التجارةُ والعبادةُ؛ فلم تجتمعا، فرفضتُ التِّجارة، وأقبلتُ على العبادة.
و[الله] (١) الذي نفس أبي الدرداء بيده! ما أحبُّ أنّ لي اليوم حانوتًا على باب المسجد لا تخطئني فيه صلاة أربحَ فيه كل يوم أربعين دينارًا، وأتصدَّقُ بها كلَّها في سبيل الله ﷿.
قيل له: يا أبا الدرداء! وما تكره من ذلك؟ قال: شدة الحساب.
وفي لفظ: أحبُّ أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله. رواهما أبو نعيم في «الحلية» (٢) .
(١) مثبتة في الهامش بخط السّخاوي ضمن الإلحاق، وهي غير موجودة في «الحلية» .
(٢) أخرجه بتمامه أبو نعيم في «الحلية» (١/٢٠٩) .
وأخرج القسم الأول منه إلى قوله (وأقبلت على العبادة): هناد في «الزهد» (رقم ٦٦٠)، وابن سعد في «طبقاته» (٧/٣٩١- ٣٩٢)، وابن أبي شيبة في «مصنفه» (٧/١٦ و١٣/٣١٦)، وأحمد في «الزهد» (١٣٨)، وأبو نعيم في «الحلية» (١/٢٠٩)، وابن عساكر في «تاريخه» (٤٧/١٠٧، ١٠٧-١٠٨، ١٠٨) .
وأخرج القسم الثاني منه إلى قوله: (وأتصدق بها كلها في سبيل الله): أحمد في «الزهد» (ص ١٧٠)، وأبو داود في «الزهد» (رقم ٢٥٥)، وأبو نعيم في «الحلية» (١/٢٠٩) .
وأخرج القسم الثاني والثالث منه: أبو نعيم في «الحلية» (١/٢٠٩)، وابن عساكر في «تاريخه» (٤٧/١٠٨) .
وإسناد القسم الأول: الأعمش عن خيثمة قال: قال أبو الدرداء.
ورواته ثقات، وهو منقطع، ولذا قال ابن عساكر عقبه: «هذا مرسل» .
وإسناد أبي داود للقطعة الثانية: الأعمش عن بعض أصحابه، عن أبي الدرداء.
وهو ضعيف، ولعل المبهم هو خيثمة، إلا أن إسناد أحمد وأبي نعيم (عبد الله بن بُجير، عن أبي عبد رب، عن أبي الدرداء) .
وأبو عبد رب هو الدمشقي الزاهد، مقبول، أي: إذا توبع.
وعبد الله بن بَحِير، كذا الصواب، وليس (ابن بجير) -بالجيم، وثقه ابن معين، واضطرب فيه =