وهب واقفا وقد بهت لونه واضطرب دمه، حتى اضطره الانفعال إلى أن يستند إلى مائدة على مقربة منه.
فأجاب الخادم بهدوء وسكون قائلا: نعم بالليل يا مولاي، وحيث إن سعادتك قلت في البدء: إني اندفعت في طريق كثير العقبات، فلسوف أجتهد في الخلاص منه ولو كان جزائي الجلد بمثل ما ألزمني الفراش أياما في الأسبوع الماضي، إذ يصعب على نفسي أن أرى سيدا مثل سعادتك طيب السريرة يخدعه قوم لا خلاق لهم، هم غرس فضله وكرمه.
فقال له الجنرال: انتبه لما تقول أيها العبد؛ لأني أدري بك وبالقوم الألى أنت منهم، وحاذر أن يكون باعث اتهامك حب انتقامك مما أصابك من العقاب، فلعمري إن لم تؤيد أقوالك بالبراهين الدامغة؛ ليكونن جزاؤك جزاء من سعى بالفتنة والنميمة يقصد إلقاء الاضطراب في المنازل ومس كرامة العائلات.
فأجاب الخادم: أنا راض بما يقضي به مولاي.
فسأله الجنرال: تقول إنك رأيت فيدور دخل عند فاننكا ليلا؟
أجاب الخادم: كلا يا مولاي، لم أره داخلا، إنما رأيته خارجا من عندها.
قال الجنرال: ومتى ذلك؟
أجاب الخادم: منذ ربع ساعة، عندما كنت آتيا نحو سعادتك.
فقال الجنرال: كذبت أيها الخائن.
وهم أن يلطمه، فابتعد العبد إلى الخلف قائلا: صبرا يا مولاي، فإني لا أفتري فيما أقول، ومع ذلك فلسعادتك الحق في عقابي بما تشاء إن كذبت براهيني.
Halaman tidak diketahui