وهجنوا اتباع الخليل بن أحمد١ له في هذا الاسم حين قال:
أم البنين وأسماء ... والرباب وبوزع
واستقبحوا قول أبي تمام:
يقول أناس في حبينآء عاينوا ... عمارة رحلى من طريف وتالد
وقالوا: ما الفائدة في ذكر حبينآء وليس أبو تمام مضطرًا إلى ذكر الموضع الذي قيل له فيه هذا.
وقد ذكروا أن الفرزدق أنكر على مالك بن أسماء بن خارجة وقد أنشده:
حبذا ليلتي بتل بوني
وقال أفسدت شعرك بذكر بوني قال له ففي بوني كان ذلك قال: وإن كان. وأما قول أبي عبادة البحتري:
وأنا الشجاع وقد رأيت مواقفي ... بعقرقس والمشرفية شهدي
فله في ذكر عقرقس عذر واضح لأنه الموضع الذي شاهد الممدوح به قتاله. وليس يحسن أن يذكر موضعًا غيره ولم يحمد فيه. وهذا ليس بموجب حسن اللفظة. ولكنه يبسط عذر ناظمها حسب.
ومن هذه الألفاظ المذكورة قول عنترة:
_________
١ هو الخليل بن أحمد الفراهيدي أبو عبد الرحمن من أئمة اللغة والأدب واضع علم العروض وهو أستاذ سيبويه النحوي ولد في البصرة سنة ١٠٠هـ وتوفي فيها سنة ١٧٠هـ عاش فقيرا صابرا وكان شاحب اللون ممزق الثياب مغمورا في الناس لا يعرف
من كتبه: العين ومعاني الحروف وجملة آلات العرب وتفسير حروف اللغة هو الذي اخترع العروض وأحدث أنواعا من الشعر ليست من أوزان العرب.
1 / 69