ودون الذي ينعون ما لو تخلصوا ... إلى الموت منه عشت والطفل أشيب
وقوله أيضًا:
سرب محاسنه حرمت ذواتها ... داني الصفات بعيد موصوفاتها١
وقوله:
رجلاه في الركض رجل واليدان يد ... وفعله ما تريد الكف والقدم
وأمثال هذا له ولغيره كثير.
وقد قال بشر بن المعتمر في وصيته: إياك والتوعر في الكلام فإنه يسلمك إلى التعقيد والتعقيد هو الذي يستهلك معانيك ويمنعك من مراميك.
وحكى أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ عن بعض من وصف البلاغة.
فقال: ينبغي أن يكون الاسم للمعنى طبقًا وتلك الحال له وفقًا ولا يكون الاسم لا فاضلًا ولا مقصرًا ولا مشتركًا ولامضمنًا.
فهذا كله يدل على صحة ما قلناه وإن كانت الشبهة لا تعترض فيه لمتأمل.
ومن نعوت البلاغة والفصاحة: أن تراد الدلالة على المعنى فلا يستعمل اللفظ الخاص الموضوع له في اللغة بل يؤتى بلفظ يتبع ذلك المعنى