157

Rahsia Kefasihan

سر الفصاحة

Penerbit

دار الكتب العلمية

Nombor Edisi

الطبعة الأولى ١٤٠٢هـ_١٩٨٢م

فقال: هذا شعر لو نقرته طن فوصفه من طريق صناعته. وقال: أبو القاسم الآمدي في قول أبي تمام: العار والنار والمكروه والعطب ... والقتل والصلب والمران والخشب١ هذا كأنه من كلام خالد الحداد. وكان بمعرة النعمان شارع يعرف بالوامق موصوف بالخلاعة والمجون فكان ينظم أشعارًا: في حائك واسكاف وصائغ ومن يجرى مجراهم ويستعمل ألفاظ تلك الصناعة ومعانيها في ذلك الشعر فمما يروى له في غلام اسكاف قوله: إن سن بالهجران شفرته ... ليقد قلبي قد مجتهد فلأصبرن كصبر تجتجة ... متمسكًا بمحلل العقد وهذا إنما يسوغ على هذا السبيل من الهزل والخلاعة فأما في باب الجد فليس يحسن أن يستعمل في كل موضع منه إلا الألفاظ اللائقة به. وشعر أبي عبد الله بن الحجاج وأن تضمن كثيرًا من الألفاظ التي لا تحسن في مواضع الجد فإنه قد جاء بها في الموضع اللائق بها ولأجل هذا حسنت ولم تقبح ألا ترى أن قول ابن نباتة: وقال لنا الزمان ظلمتموهم ... فقلنا للزمان دع الفضولا ليس بمختار على طريقته في الجد وفنه ولو ورد في شعر أبي عبد الله بن الحجاج كان مرضيًا مختارًا. ومن شروط الفصاحة: المناسبة بين الألفاظ وهي على ضربين: مناسبة بين اللفظين من طريق الصيغة. ومناسبة بينهما من طريق المعنى

١ المران: شجر صلب تتخذ منه الرماح.

1 / 169