============================================================
وقد أولو أن المراد من الأم في (الحديث) مجمع العناصر الذي تتولد منه قوى البشرية، فالتراب والماء مظهر السعادة ؛ لأتهما محييا ومنبتا العلم والايمان والتواضع في القلب . وأما النار والريح فالعكس؛ لأنهما محرقان ومميتان. فسبحان من جمع بين هذه الأضداد في جسم واحد كما يجمع بين الماء والتار، وبين النور والظلمة في السحاب كما (38/ب] قال الله تعالى /: { هوالذى يريكم البرق خوفا وطمعا وينشؤ الشحاب ه2 الثقال} (سورة الرعد 12/13].
سئل يحيى بن معاذ [الرازي] : بم عرف الله تعالى ؟ فقال : يجمع بين الأضداد .
ولذلك كان الانسان نسخة أم الكتاب، ومرآة الحق جلالا وجمالا، ومجموعة الكون، ويسمى كونا جامعا وعالما كبرى؛ لآن الله خلقه بيديه -- آي : بصفات القهر واللطف لأنه [لابد) للمراة من الجهتين - يعني : (الكثافة) واللطافة فيكون مظهر الاسم الجامع بخلاف سائر الآشياء، فإنها خلقت بيد واحدة أي: بصفة واحدة أما صفة اللطف فقط كالملائكة، هم مظهر اسم السبوح والقدوس فقط 39] وأما صفة القهر كابليس) [وذريته) وهو مظهر اسم الجبار، ولذلك تجبروا وتكبروا عن السجدة لأدم عليه [ الصلاة) والسلام .
فلما كان الإنسان جامعا للخواص بجميع الكائنات علوا وسفلا لم يخل الآنبياء والأولياء من الزلة، فإن الأنبياء (معصومون) من الكبائر بعد النبوة والرسالة دون الصغائر، والأولياء ليسوا معصومين، وقد قيل: الأولياء محفوظون بعد كمال الولاية (1) قال الحطابي في "شأن الدعاء" ، 4 - 4 15: السبوح: المنزه عن كل عيب . والقذوس: الطاهر من العيوب. المنزه عن الأنداد والأولاد وأخرج مسلم في " صحيحهه، كتاب الصلاة، باب : ما يقال في الركوع والجود، 487، عن عائشة رضى الله عنها، أن رسول الله ع كان يقول في ركوعه وسجوده : "سيوح قدوس، رب الملائكة والروح، . قال الخطابي : الروح فيه قولان : أحدهما : أنه جبريل - عليه اللام خص بالذكر تفضيلأ له على سائر الملائكة. والثاني : أن الروح حلق من الملائكة يشبهون في الصور بالانس وليوا بانس . والله أعلم 9
Halaman 95