============================================================
فوبة العام : آن يرجع من المعصية إلى الطاعة، ومن الذميمة إلى الحميدة، ومن الجحيم إلى الجنة، ومن راحة البدن إلى مشقة التفس بالذكر والجهد والسعى القوي .
وتوبة الخحاص : أن يرجع بعد حصول هذه التوبة(1) من الحسنات إلى المعارف، (ومن المعارف إلى الدرجات]، ومن الدرجات إلى القربة، ومن القربة واللذات (1/22) النفسانية إلى / اللذات الروحانية، وهو ترك ما سوى الله تعالى (والأنس) به، والنظر اليه بعين اليقين.
وهؤلاء المذكورات من كسب الوجود، وكسب الوجود ذتب كما قيل: وجودك ذنب لا يقاس به ذنب آخر2) (كما قالوا): (حسنات الأبرار سيئات المقربين، وسييات المقربين حسنات الأبرار)(2) . ولذلك كان النبى [ صلى الله عليه واله وسلم] يستغفر وسئل الجتيد عن التوبة 4 فقال : أن تنسى ذتبك . قال أبو نصر السراج : أشار سهل إلى أحوال المريدين والمتعرضين تارة لهم وتارة عليهم، فأما الحنيد فإنه أشار إلى توبة المحققين، لا بذكرون ذنوبهم بما غلب على قلوبهم من عظمة الله ودوام ذكره وسئل ذو النون المصرى عن التوبة 9 فقال : توبة العوام من الذنوب، وتوبة الخواص من الغفلة وقال : سمعت علي بن محمد التيمى يقول: شتان ما بين تائب يتوب من الزلات، وتائب يتوب من الغفلات ، وتائب يتوب من رؤية الحستات (1) قال القشيرى في الرسالة " ، 79 : من تاب لخوف العقوبة فهو صاحب توبة، ومن تاب طمعا في الثواب فهو صاحب أوبة. ويقال أيضا : التوية صفة المؤمنين ، قال الله تعالى : { وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون (سورة النور 31/24)، والإنابة صفة الأولياء والمقربين، قال الله تعالى : { وجاء يقلب منيب} (سورة ق 33/50) . والأوبة صفة الأنبياء والمرسلين ، قال الله تعالى: { نعم العبد إنه أواب} [سورة ص 44/38] : (2) إذا حصل الإنسان اللذات الروحانية والقربة وأغرق في القناء والقرب من الله تعالى فإنه يكون قد حقق غاية وجوده { وما خلقت الحن والانس إلا ليعبدون [سورة الذاريات 56/51) وإذا وصل العبد إلى هذه الدرجة فعليه أن ينى ذاته ، بل يجب أن تتلاشى هذه الذات وتنعدم أمام نور الحق، فإذا ما برزت في مثل هذا الموقف كان الذنب الأكبر؛ لأن من عرف الحق وأقحم ذاته ووجوده فقد أساء أدبه، وكان ذتبه عظيما (3) هو من كلام أبي سعيد الخواز، رواه ابن عساكر في " تاريخه" ، ج2/و25 أما الزركشي فعزاه للجنيد البغدادى في "لقطة العجلان" ، 155 . قال العجلوني في " الكشف" ، ج 428/1 : والفرق بين الأبرار والمقربين : أن المقربين هم الذين أخذوا عن حظوظهم وإرادتهم ، واستعملوا في القيام بحقوق مولاهم ، عبودية وطلبا لرضاه . وأن الأبرار هم الذين بقوا مع حظوظهم وإرادتهم ، وأقيموا في الأعمال الصالحة ومقامات اليقين ، ليجزوا عن جاهدتهم برفع الدرجات، والله أعلم. انظر "المصنوع 9، 94
Halaman 71