Sirat Mustaqim
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم - الجزء1
Genre-genre
فصل
الله تعالى يفعل لغرض ومصلحة يعودان إلى خلقه لا إليه لامتناع احتياجه للزوم العبث لو خلا عن غرضه وهو قبيح عقلا فلا يقع منه كما مضى في تقريره والأشاعرة نفت غرضه تعالى وهم عن الصراط لناكبون حيث أعرضوا عن قوله تعالى أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون وقد بين الله تعالى الغرض من بعث المرسلين بأنه لنفي حجة الناس عن رب العالمين ولو أضيف العبث إلى أحد من هؤلاء لتفصى عنه وتبرأ منه ولما حكم عقله بقبحه نفاه عن فعله فكيف عمي إذ نسب ربه إلى مثله شعرا
أيحسن أن يبني قصورا مشيدة
بأحسن أوضاع وأكمل هيئة
ويهدم عمدا لا لمعنى وإنه
ليقبح هذا في العقول السليمة-.
تذنيب
يريد الله تعالى الطاعات ويكره المعاصي لما علمت من حكمته ولأمره ونهيه المستلزمين لإرادته وكراهته ولو لم يكره الرب المعاصي لما حكم على الكافر بأنه عاص
فصل
قضت الضرورة باستناد بعض الأفعال إلينا لوقوعه بدواعينا ولو لا ذلك لقبح أمرنا ونهينا فانتفت عنا طاعاتنا ومعاصينا إذا انتفى عنا تأثيرها وسيأتي ذلك في بابه مستوفى إن شاء الله والقضاء والقدر اللذان يستند الخصم بهما إلى المحال وحمله التأويل الفاسد على الانصراف عن الهدى إلى الضلال فلهما محامل تطابق اللغة العربية موجبة لتنزيه بارئ البرية يتعين الحمل عليها لقضاء الفعل بها والتجاء الضرورة إليها
Halaman 22