Sirat Muluk Tabacina
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Genre-genre
ثم انسحب التبع الملك ووزيره يثرب وبقية المدعوين من أمرائه وقادة جيشه وحاشيته، بعدما اتفقا على المنازلة في اليوم التالي على مشارف تلال بعلبك.
وفي اليوم المحدد مع مطلع النهار، اجتمعت جموع عظيمة لا يحدها بصر من الجانبين مبكرين لمشاهدة النزال بين ذو اليزن وملك بعلبك.
وحين تواجها صالا وجالا في الميدان طويلا، بين «صد ورد وطراد ومهارشة»، حتى انبهر كل من شاهدهما.
وظلا هكذا إلى أن غربت الشمس دون غالب ومغلوب، فتصافحا وافترقا على اللقاء في اليوم التالي وجرت المبارزة بعدما داخلها خبرة كل منهم بخصمه، وظلا يتلاقيان ويتباعدان، ويكمنان ويفران طيلة اليوم إلى أن حطت الظلمة أعالي جبال بعلبك وروابيها، وافترقا على لقاء جديد.
وامتدت المنازلة بينهما سبعة أيام.
وفي اليوم الثامن كان ذو اليزن قد داخله الوهن والتعب، إلا أنه تمكن من ملك بعلبك الهائل الجثة فأرداه قتيلا، وأشرف بنفسه على دفنه في مهابة وتكريم.
وبعدها قرر الملك ذو اليزن بمشورة وزيره المقرب يثرب الرحيل عن تلك البلاد، بعدما أخذ عشرين حملا من مال ملك بعلبك وجواهره وذهبه الإبريزي وفضته الفينيقية.
وارتحل ذو اليزن بجيشه طالبا أرض الحبشة وبلاد السودان، إلى أن نزلوا واديا ذا أشجار.
الجزء الثاني
مقدمة الجزء الثاني
Halaman tidak diketahui