Sirat Muluk Tabacina
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Genre-genre
ما إن أفاق الملك - التبع - الجديد حسان بن أسعد اليماني، من كابوسه ومرضه وما ألم به عقب زيارته المشئومة لمغارة سيدة جبل ضهر، تنفيذا لوصية والده الراحل، حتى مضى من فوره مستشيرا أصدقاءه ومقربيه وكل من يثق فيه من قريب أو بعيد بما أشارت به تلك المرأة الطاغية. - ماذا أفعل؟
هل أنفذ الوصية؟
أأقتل أخاي عمرو؟
أنفذ الوصية!
مستحيل، مستحيل، لن يحدث أبدا. - ماذا في أيدينا، لا مهرب، إنها الوصية. - الوصية ... أخي ... لحمي. - الوصية.
حينئذ استبد الجنون بالملك الذي أخذ منه الخوف والفزع كل مأخذ ليس فقط من الوصية والجلوس على رءوس الأفاعي الكاشفة عن أنيابها، بل من كل ما أصبح يحيط به، وما هو مقبل عليه، وتلك المهام الجسام، التي وجد نفسه فجأة مطالبا بها، منذ رحيل والده التبع أسعد عقب كارثة ضياع جيشه وتيهه في ربوع الصين. - أخي.
كان يمضي متفرسا في الوجوه المحيطة به، التي تدفع به دفعا، إلى حيث هوة الانتشاء بالدم، ودم من، آخر من تبقى من إخوته الخمسة، وبعد أن فقد إخوته الأربعة الذين التهمتهم الحرب المستعرة في أقاصي المعمورة.
هنا يحل الصمت بالجميع وكأنهم يتخلون عنه، لائذين بذلك الصمت المستسلم الكتوم المتآمر.
وحتى ابنته المقربة «تدمر» وعمته «البسوس» لاذتا كلتاهما بذات الصمت المطبق دون نطق أو محاولة مد يد العون لغريق يهذي وحده على مرأى من الجميع.
وكأن الأمر لا يعني أحدا غيره، وهو الذي ما زال ينزف ليل نهار باكيا افتقاد إخوته الأربعة.
Halaman tidak diketahui