Sirat Muluk Tabacina
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Genre-genre
ووصلت مع الغروب كوكبة من فرسان الملك سيف أرعد مدججة بالسلاح، يعقبها وفد الكهنة والمنجمين إلى قصر ملك أفراح، وهم يسوقون إليه - بشارتهم - بوقوع اختيار «القرعة» ثلاث مرات متتالية على أميرة البلاد الجميلة. - صاحبة الصون، أفراح.
هنا سقط الوالد من طوله مغشيا عليه، بينما صعدت كتيبة الجند لا تلوي على شيء، إلى حيث جناح «شامة» فأحاطوا بها من كل جانب وهي تقاوم وتبصق في وجوههم. - ابعدوا يا قتلة، يا لصوص الظلام والخرافة.
وعم الصمت جماهير المدينة عن آخرهم وهم يشهدون مشدوهين كيفية أسر أميرتهم، وهم يصعدون بها الجبل الشاهق المشرف على النهر، إلى أن اختفوا بها وهي صارخة مقاومة: قتلة ... لصوص ... عصابات.
حتى إذا ما ألقوا بها مقيدة عند قدمي ابن ملك الحبشة سيف أرعد العاشق لها، والذي سبق لها رفضه، خلع من فوره قناعه - هائل الحجم - عن وجهه ضاحكا من أعماقه مقهقها: شامة ... حبي!
هنا هوت ذراع ضاربة على أعلى عنقه، ففصلت رأسه عن ذلك الجسد «الخرافي» المتهتك.
الفصل الثالث والعشرون
سيف أرعد يصرخ: ولدي جثة بلا رأس
لم تكن اليد التي هوت فجأة على عنق - مقلقل - ابن ملك الأحباش سيف أرعد بحسامها، لحظة احتضانه «لعروس النيل» - شامة - التي وقع عليها الاختيار سوى يد سيف بن ذي يزن الضاربة. - شامة ... هس.
استدارت شامة في أقصى فزعها مما حدث فجأة وبشكل خاطف، في اللحظة ذاتها التي رفع فيها سيف قناعه عن وجهه ملقيا به، ثم جذبها إليه، وانسلا خارجين عبر ردهات ومسالك وأطلال تلك القلعة المهجورة الخلفية مسرعين لا يلويان على شيء.
بينما دوت أصوات الغناء والموسيقى والاحتفالات الماجنة - السنوية أو الموسمية - بعروس النيل عالية صاخبة من حولهما تصم الآذان.
Halaman tidak diketahui