Sirat Muluk Tabacina
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Genre-genre
وحين بدأ الملك النزول عن أولى درجات عرشه، انحنت هامات الوفود رجالا ونساء وصدحت الموسيقى، ودارت أطباق الطعام وكئوس الشراب وتقدم الملك ذو اليزن محييا مرحبا بالجميع ممازحا إياهم في حنو بالغ معلنا تقديمه «لقمرية» في بساطة وهو يضاحكها على مرأى من الجميع قبل أن يطلب يدها بعفوية بالغة: أتقبلينني زوجا؟
فما كان من قمرية إلا أن تراجعت منزوية خجلا من روعة وصفاء ذلك الملك البهي الطلعة الذي لم يدرك أبعاد الصدمات المتتالية التي أحدثتها هذه الليلة العاتية المتلاحقة الأحداث «لقمرية» التي تمتمت بخجل بالغ؛ قائلة: يبدو أنك أيها الملك الذي ستعجل باغتيالي الليلة، قبل الأوان.
أجابها ذو اليزن؛ مازحا: واحدة بواحدة.
إلى أن واجهها بغتة في جدية: أتقبلينني؟ - أقبلك!
ثم أطرقت خجلا.
قال موجها حديثه هذه المرة لكبار مدعويه من مختلف بقاع الأرض، بأزيائهم الغريبة الشديدة الاختلاف والتنوع المتضاربة الألوان والمجوهرات: أتمنى أن يتحقق أملي يوما لأخلف من قمرية وريثا لعرش التباعنة، مجرد أمنية.
تنهد الملك جانبا مخفيا ما اعترى وجهه من تعبير يفيض بالأسى ثم أردف؛ قائلا: قبل فوات الأوان.
صفق المدعوون، وعلت الموسيقى والغناء وتبارى الشعراء في تمجيد الملك التبع، بينما اندفعت قمرية تبذل أقصى طاقاتها للسيطرة على مشاعرها إلى أن أخرجها الملك من أحلامها. - لعلني أخلف منك يوما وريثي، «هيكل».
هنا سرى الاسم بين الجموع متلاحقا من مجموعة إلى أخرى ومن فم إلى آخر إلى أن عم الصالات الواسعة الغاصة بالشموع والمشاعل وموائد الطعام والشراب والشواء، ومختلف الفرق الموسيقية والأكداس المكدسة من ثمين الهدايا النادرة والمجوهرات. - هيكل، هيكل.
قال الملك ذو اليزن، موضحا: هو «هيكل»، وسأدعوه «سيف».
Halaman tidak diketahui