106

ودخل تحت الطاعة والأمانة الا انه ذكر لي ان له معك خطابا وعتابا وامر ان يظهر عندك هناك في مشهد من قومك فلما سمع الملك الهضام من مسطاح ذلك الكلام فرح فرحا شديدا وظن أن ذلك حق وغرق في بحر التحير وامر الناس بالنزول فنزلوا وتفرقوا في تلك الليلة على القوم ما عمهم ودفع منها لمسطاح مائة ينحرها لأهل الحصن وقال يا مسطاح خذ هؤلاء النياق وانحرها لقومك ليكونوا معنا في السرور فقام مسطاح وقاد المطايا بين يديه إلى أن وصل إلى الحصن فجمع قومه وقام فيهم كالخطيب وشوقهم إلى الجنة وحذرهم من النار ورغبهم في عبادة الملك الجبار ودعاهم إلى الاسلام وشوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا سيدنا ما الذي تريد منا ان نفعله فقال لهم ان تقروا لله بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة فقالوا بأجمعهم نحن نشهد ان لا الله الا الله وأن محمدا رسول الله فعند ذلك خر مسطاح ساجدا شاكرا لله تعالى ثم قال لهم انحروا الآن الجزور على اسم الله تعالى فقد جمعت فرحتان ونحن مسرورون بأخذ الأمان من ابن أبي طالب فابشروا يا قوم فاني نجيتكم في الدنيا من العار فهذا ما كان من خبر الامام فإنه حين رجع مسطاح من عنده نزل وامر الناس بالنزول ثم جمع أصحابه وقال هذه الليلة آخر الليالي مع الكفرة اللئام فاستبشروا بقوله فلما اتى الليل وأسدل الظلام وأضرمت المشركون النيران وتحارست الفئتان فلم ير الناس في تلك الليلة أكثر حرسا على القوم من الامام حذار من حيلة أو كسبة في ظلام الليل فكان يحوم بنفسه على أصحابه إذ لاح له فارس يركض جواده ركضا خفيفا فامتشق الامام سيفه بيديه وما زال سائرا إلى أن وصل إلى الفارس وهم ان يضربه فصاح به فإذا هو مسطاح فقال له اهلا وسهلا ومرحبا يا مسطاح ما الذي اتاك في هذا الوقت قال يا سيدي فرج عاجل وسرور شامل فيما أنت إليه متطاول فقال الامام أتبشرني باسلام قومك فقال يا سيدي قومي أسلموا وأبشرك بالوصول إلى عدوك وعدوي الهضام وان قومي قد أسلموا أربعة آلاف فارس والملك الهضام قد وصل إلي في عسكر قليل من قومه وهو الان داخل الحصن واعلم يا مولاي ان القوم متحيرون فلما سمع الامام ذلك الكلام من مسطاح تقلد بسيفه وتمنطق بجحفته وركب جواده

Halaman 106