154

Sirat Bani Hilal

سيرة بني هلال

Genre-genre

وهي يتيمة يا دياب بن غانم

أبوها قتلته أنت وسط فلاه

فلما فرغ حسن ودياب يسمع تضايق، لكنه أخفى الكمد، وقال إن سعدى باقية كما هي، وأما قولك: إني طلبت أن أتزوجها، فهذا كذب، فقال حسن: هذا كتاب سعدى اقرأ. فقرأ دياب واغتاظ أكثر من الأول وقال: يا حسن هذه سعدى بواقعة وحالته، فالتي تخون أبوها لا يكون فيها خير لأحد، فالواجب إذلالها. فقال: هذه خطيبة مرعي أطلبها.»

ويبدو أن السلطان ودياب قد وصلا في احتدامهما إلى حد الاشتباك، وذكر دياب للسلطان، كيف يهينه من أجل فتاة خانت والدها وقبيلتها ويحق بالتالي قتلها.

ثم إن دياب اقترح وضع سعدى في مكان بعيد في آخر الميدان المتصدر لقصره، الذي كان قبلا قصر أبيها الزناتي، ثم يركبون خيولهم بأول الميدان، ويطلقون الأعنة، ومن يصل إلى سعدى تكون ملكه ويأخذها. «فقال حسن رضيت. ودياب رضي أيضا، ثم اتفقوا على ذلك، وفي اليوم الثاني أحضروا سعدى إلى الميدان ، ووقفوها في آخره، ووقفوا هم في أوله، وأعطوا لبعضهم شارة، فخرجوا كأنهم نشاب، كان دياب راكبا الشهبا ابنة الخضرا، وكانت أحسن من أمها، فراحت أمام الجميع ومن خلفه الأسمر الآخر على الحصان، وكانت المسافة مقدار ساعة، فلما وصل إليها، قالت له سعدى: أنا أختك يا دياب. وكان الأسمر علمها أن تقول ذلك، فلما سمع كلامها، عرف المضمون، فشهر حسامه فجرحها جرحا بليغا، فصار به حسن، وقال: ماذا عملت هكذا يا دياب؟ قال: أنتم قلتم إن الذي يسبق إليها تكون ملكه، وهي صارت ملكي، فأتصرف كيف أشاء، وبما أنها خاينة لا أريد أن أبقيها عندي. ثم نزلوا إلى سعدى، فوجدوا فيها روح، فحملوها وساروا حتى دخلوا القيروان، واجتمعت البنات والنسوان لما عرفوا بقتل سعدى، وكذلك مرعي فإنه مزق ثيابه، ونتف شعره، وسار كالمجنون، وأما سعدى فإنها فتحت عينيها من حلاوة الروح، وأشارت تودع الدنيا بكلام يفتت الأكباد:

أنا كنت أسعد الناس كلها

شبيه القمر إن بان تحت غمام

مولعة بالعز والغنى والصبا

أنا وأبي في لذة وأنعام

فلما أتى أبو زيد للعرب ردها

Halaman tidak diketahui