حاجب بابها فإنه حالما بلغه هذا الخبر دخل عليها وقال لها إني أبشرك يا سيدتي بأمر أظنك ترضينه وتحبينه قالت وما هو وقد شعرت به في دانخلها لأنها كانت طول الوقت تفكر في هذا المعنى وتتوق نفسها إلى معرفة ما يكون جواب أبيها وهي في خفقان قلب دائم إلى أن قال ها الحاجب أن أباك أنعم بزواجك إلى الأمير حمزة عن رضا وقبول . فطار قلبها شعاعا عند سماعها هذا الخبر ونزلت دمعة الفرح على خخحدها من أعينها وبقيت أكثر من ساعة صامتة لا تعرف ما تقول لعظم ما وقع عليها من الفرح وبعد ذلك نزعت عليها عقدا من الجوهر كان برقبتها فدفعته إلى الحاجب وقالت له هذا جزاء بشارتك إلا إني أريدك أن تكتمه كي لا يقال , عني أني مرتبطة معه على ذلك فكاد الرجل يطير من الفرح وهو لا يصدق أنها أنعمت عليه بمثل هذا الإنعام وبعد أن قبل يدمها خرج من عندها يدعو النار أن تساعدها ولا تحرمها من غايتها وأقامت بعده على أهنأ حال وأنعم بال ترى إلى نفسها وما سمعته بين التعجيب والإندهاش تنتظر أن يأتي المساء لتبعث إلى الأمير حمزة بالطعام وتسأله عما كان من أمر أبيها مفصلا وأما الأمير حمزة فإنه بقي في ديوان كسرى إلى أن ارفض فذهب كل إلى حاله ورجع الأمير مسرور الخاطر طيب الفؤاد فودعه كسرى أكثر من العادة أنسا ولطفا ولا سار في الطريق قال الئعمان للأمير حمزة إني لا أصدق أن كسرى يجيب على طلبك بالإيجاب وما ذلك إلا من السعادة الكبرى التي خدمتك بالأول ولا تزال تخدمك قال وما عجيب ذلك ولم يمتنع كسرى عن الإجابة ألست أنا خلصت له بلاده وأرجعته إلى ملكه ولي عليه الفضل الذي لا يوصف وهل يرى لبنته أليق منى فتى . قال ليس القصد إلا العادة فقط فإن الفرس يكرهون جدا التقرب من العرب فلا يعتبرونهم إلا اعتبار الخدمة ويستحقون معيشتهم | وأطوارهم فيضربون بهم الأمثال ولهذا نتعجب من ذلك ومن نفس مهردكار كيف يمكنا أن تعيش مع بدوي وتترك القصور الشوامخ والراحة والرفاهية قال إني لا أغير عليها أمرافتبقى عائشة كما كانت وأن من جهة العادة أن الفرس يحطون من قدر العرب فإني سأبطل هذه العادة وأجعل الفرس يتمنون التقرب من العرب ولا يكرهون أمرا من أمورهم وسوف ترى ما يقدرني عليه الله سبحانه وتعالى فدعا له الجميع بالتوفيق وطول العمر ودوام الإقبال وساروا حتى وصلوا إلى ايام فتفرق كل إلى صيوانه وسار حمزة إلى صيوانه فدخله وجلس ينتظر الطعام حسب العادة وقلبه يخفق سرورا فدخل عليه أخوه عمر وقال له أما قلت لك مرارا أن الأمر سهل وما من صعوبة تحول دون غرضك فأهنيك من الآن قال إني قلت لك منذ الأول إن قلبي وضميري ينبهاني أن الأمر صعب ومع أني الآن سمعت كلام كسرى وثبت لدي أنه زوجي ببنته بمحضر من الناس يشهدون عليه ولم يعد في وسعه الرجوع لا أصدق أن أحصل على مهرد :كار دون قتال ونزال وإراقة دماء وصعوبات جمة . قال لم يعد من موجب لذلك فإذا قال كسرى قولا فعله إلا إذا غيره عنك بيختك الخبيث المحتال وفيها ٠ ٠
Halaman tidak diketahui